سياسة الادماج بقوة السلاح ما تنتهجها الفصائل الكبرى بعد فشل طروحات الاندماج
سياسة الادماج بقوة السلاح ما تنتهجها الفصائل الكبرى بعد فشل طروحات الاندماج
● أخبار سورية ٢٥ يناير ٢٠١٧

سياسة الادماج بقوة السلاح ما تنتهجها الفصائل الكبرى بعد فشل طروحات الاندماج

تمر الثورة السورية في الشمال السوري بمنعطف خطير، تتسارع فيه التطورات على صعيد الاقتتال الداخلي بين الفصائل العسكرية الذي تقوده جبهة فتح الشام، ضد عدد من المكونات العسكرية في حلب وإدلب، وسط تراشق للاتهامات بين الفصائل واتهامات للأحرار بالتواطىء في مساندة الفصائل التي أعلنت مساندتها ضد جند الأقصى.

ولعل فشل جميع طروحات الاندماج بين الفصائل العسكرية بشقيها "المتشدد والمعتدل" وتعنت القادة في شروطهم ومطالبهم لقبول الاندماج ضمن الطروحات التي عرضت في وقت سابق، مع تبدل دور الأحرار بين وقوفها إلى جانب الفصائل التي يسمونها "المعتدلة" بعد الاتفاق على خطوات الاندماج وتغيير الموقف من الأحرار واستمالتها للاندماج مع فتح الشام ثم فشل العرض الأخير، هو أولى أسباب ما وصلت إليه الساحة اليوم من صراع.

مصادر أكدت لـ شام أن ما يجري بين الفصائل من اقتتال وتوتر اليوم، هو نتيجة تراكمات كبيرة في الماضي، قادت للوصول لمرحلة الصدام المسلح بين عشرات المكونات الثورية اجتمعت في بقعة جغرافية صغيرة، مع ميول الكثير منها لقبول الحل السياسي وسعيها إليه في مؤتمر استانة، في الوقت الذي رفضته عدة فصائل أبرزها فتح الشام، والتي أحست بأن هناك تكتلاً ما سيكون في مواجهتها بدعم الدول الغربية لذلك أعدت بالاتفاق مع الفصيل الأكبر المقابل لها في الساحة وهو أحرار الشام خطة لابتلاع جميع الفصائل وإنهائها بشكل عاجل، وقطع كل مايدبر خارجيا.

"الابتلاع" أو إجبار الإندماج هو الخيار المطروح اليوم بين أحرار الشام وفتح الشام، تتشاركان حسب المصدر في تنفيذ خيوطه، وذلك من خلال البدء بحالة من الصراع واستهداف أحرار الشام من قبل جند الأقصى، يليها فك البيعة للإيهام بعدم علاقة فتح الشام بالأمر، ثم تكتل الفصائل في مواجهة جند الأقصى، تلا ذلك هجوم فتح الشام المفاجئ على الفصائل المشاركة في استانة واختيارها جيش المجاهدين كأولى ضحاياه، ثم الانتقال إلى إدلب حيث أعلنت العديد من المكونات العسكرية تأيدها لجيش المجاهدين وأحرار الشام التي ظنوا أنها في صفهم.

موقع أحرار الشام المتباين والذي أعلنت عنه في بيانها بأنها ستدخل قوات ردع، في الوقت الذي أعلنت فيه فصائل عدة كصقور الشام وجيش الإسلام وعدة مكونات أخرى مساندتها للأحرار في مواجهة الجند، الأمر الذي شكل صدمة كبيرة للفصائل، والتي وجدت نفسها في مواجهة كبيرة مع فتح الشام وجند الأقصى، بينما أحرار الشام اكتفت بالمساندة الخجولة، وإعلان النفير العام، بينما تترقب تهافت الفصائل للاندماج ضمن صفوفها لحماية نفسها من ابتلاعها من قبل فتح الشام.

ولم تطل عملية الضغط للاندماج بالقوة كما يسميها البعض، فمع إعلان حل جيش المجاهدين الفصيل الأكبر في حلب، وسيطرة فتح الشام على مقراته، بدأت عدة فصائل أولها كتائب ثوار الشام وعدة كتائب من جيش الإسلام وجيش المجاهدين بإعلان اندماجها مع حركة أحرار الشام، وهذا ما تريده الحركة، حتى يكمل مشروعها وتصل لمرحلة اندماج صقور الشام وجيش الإسلام في الشمال، وفصائل الجيش الحر المتعددة، لأنها جميعاً باتت تتحسس الخطر القادم إليها، وليس لها خيار إلا القوتين الأبرز فتح الشام، او أحرار الشام للجوء إليها وحماية نفسها من الزوال.

وفي الطرف المقابل تعمل فتح الشام من خلال الضغط تارة والتراخي تارة أخرى مع جند الأقصى على إيصال الجند لمرحلة قبول الاندماج بشكل حقيقي ضمن مكونات فتح الشام، مهددة إياه بخطر احرار الشام الذي يتنامى ويكبر مع اندماج فصائل أخرى له، وهذا ما تصبوا إليه فتح الشام، ليأتي الدور على فصيل التركستان والزنكي، وتغدو المعادلة متساوية.

فكل من الفصيلين الأكبر في الساحة يتشاركان حسب المصدر في عمليات الادماج بالقوة، أو ابتلاع الفصائل جميعاً، لنصل لمرحلة انتهاء جميع المكونات بشكل كامل وانصهارها ضمن مكونين لا ثالث لهما " أحرار الشام وتمثل الجانب المعتدل، وفتح الشام وتمثل الجانب المتشدد" وبالتالي تملك الساحة بشكل كامل والتحكم بالقرار العسكري والدولي والسياسي، وفرض حالة جديدة من المواجهة مع الغرب، تقطع الطريق على كل مايخطط للساحة وكل مايدبر بليل.

وتشكل هذه التحليلات التي بدأت تظهر خيطوها بشكل جلي على الأرض، الشكل الأبرز للاقتتال الحاصل، والتي قد تتحقق بشكل كامل خلال أيام قليلة مع استمرار حالة الصراع، وميول غالبية الفصائل للاندماج، مع تعنت فتح الشام على مواجهة الجميع، وتبان موقف أحرار الشام بين كونها طرف في الصراع أو قوة فصل وسطي، لتصل الساحة للهدف المرسوم، ونغدوا أمام أكبر اندماج قسري في الشمال السوري، ربما يتبعه تصارع بين القوتين على السيادة في مراحل لاحقة من المبكر الحديث عنه.

المصدر: شبكة شام الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ