د. أيمن هاروش لـ شام: قرار حل تحرير الشام خضوع لأمر واقع بعملية غسيل لـ "لجولاني" بإخراج جديد
د. أيمن هاروش لـ شام: قرار حل تحرير الشام خضوع لأمر واقع بعملية غسيل لـ "لجولاني" بإخراج جديد
● أخبار سورية ٢٢ مايو ٢٠١٨

د. أيمن هاروش لـ شام: قرار حل تحرير الشام خضوع لأمر واقع بعملية غسيل لـ "لجولاني" بإخراج جديد

كشفت مصادر مقربة من "هيئة تحرير الشام" مؤخراً، عن بدء حركة تحول جديدة في مسيرة الهيئة وفقاً للمتغيرات التي طرأت على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والمتغيرات الإقليمية والدولية فيما يتعلق بالشأن السوري، وأنها باتت تخوا باتجاه حل "لين" للهيئة بشكل فعلي وسط حديث عن انحلال عناصرها ضمن الفصائل الأخرى أو إمكانية بروز فصيل أو مكون جديد قد يكون المنحلون من الهيئة جزءاً منه، تلاحقها شكوك بأن هذه الخطوة محاولة التفاف جديدة استجابة لمتغيرات الوضع العسكري والمتغيرات الدولية.

شبكة "شام" قدمت جملة من التساؤلات لعدد من الشخصيات الثورية وعلماء ومشرعين وقادة عسكريين وباحثين، لاستطلاع رؤيتهم حول القضية الأبرز التي باتت تشغل الشمال السوري والتي يرى فيها جمهور العوام أن حل الهيئة بات ضرورة لتجنيب المنطقة أي صراع لاسيما بعد أن تحولت لموطن لجل الرافضين للتسوية مع النظام، في وقت رفض مسؤول العلاقات الإعلامية في الهيئة التعليق لـ"شام" عن الأمر بعد التواصل معه.

الدكتور "أيمن هاروش" الباحث والأكاديمي رأي أن وصول الهيئة لهذه المرحلة يتطلب أن تفهم طبيعة المشروع الذي تقوم عليه هيئة تحرير الشام، ومشروعها الحقيقي المتمثل في الوصول للسلطة بأي وسيلة، ويتمثل هذا المشروع بشخصية "الجولاني" النفعي الميكافيلي المحض، والذي لا يحمل أي أفكار إسلامية أو سلفية أو قاعدية، إلا بالقدر الذي يتاجر بها ويستعملها لبلوغ مراده.

وأضاف "هاروش" في حديث لشبكة "شام" أن "النصرة ثم فتح الشام" في مرحلة ما كانت خليطًا ممن يحملون أفكار معينة، كفكر "القاعدي الجهادي" مع هؤلاء، لكن بعد فك الارتباط خرجت من النصرة كل العقول ذات الولاء والفكر القاعدي، ولم يبق في النصرة إلا تجار الأفكار والمناهج أو جنودها بكل وضوح.

وتابع بالقول: "لذلك ترك الجولاني داعش تعارض مشروعها مع طموحاته لأنه كان سيخرج خارج اللعبة وينتهي دوره، فحاربها باسم الدين والاعتدال، ثم لبس ثوب القاعدة ليحمي نفسه من سهام "داعش" وليستقطب رضى الغلاة الذين يحتاجهم في مرحلة ما بعد داعش، وعندما علمت قيادة القاعدة بتلونه الحربائي وأرادت اتخاذ خطوات إبعاده عن المشهد خرجت بفكرة فك الارتباك وروج لها مظهرا أنه من أجل الساحة وهو الذي ضحى وحارب مشاريع إنقاذ للساحة ولم يفك الارتباط قبلها".

وزاد الهاروش "عندما علم عناصره القاعديون كذبه على القيادة خرجوا عنه وشكلوا كيانا جديدا، وأدركت قيادة القاعدة خبث مخططاته فكانت صوتية الظواهري فاضحة له وموقفة لعدوانه".

وأردف بالقول "حاول الجولاني في هيئة تحرير الشام إيجاد مشروع يقيه سهام القاعدة ويحقق طموحه القيادي، ولكن باء بالفشل بسبب التغاير بينه وبين مكونات هيئة التحرير كالزنكي وجيش الاحرار، فانشقوا عنه" وتابع "وهنا أعود لأقول لم يبق في النصرة إلا مرتزقة الجولاني وشركاؤه في التجارة بالدين والجهاد، فهؤلاء لم يبق لهم قوة ولا قدرة على مواجهة القرار الدولي الذي يريد انهاء وجود الهيئة، رغم انهم حاولوا ان يفرضوا انفسهم شريكا على الدول لتنفيذ مخططاتها بشتى الوسائل ولكن لم تنجح هذه المحاولات، فكانت هيئة التحرير المتمثلة بالجولاني ومرتزقته امام خيارين اما الموت واما الحل، فكان الثاني هو الأنسب، وأظن أن حل الهيئة لن يكون مجانا بل لا بد من مقابل له، ولو كان بترك مجرمي الهيئة بلا عقاب ونزع اسمهم من قائمة الإرهاب، وإن كان هذا دون طموح القوم" والكلام لـ"الهاروش".

واعتبر الباحث أن قرار حل الهيئة "ليس التفافا بل خضوع لأمر واقع واصطدام بصخرة الاتفاقات الدولية التي عجزت عن مواجهتها، ربما أرادوها التفافا بمعنى أن يحلوا أنفسهم في سبيل أن يتقدموا للقيادة بالشراكة الدولية، ورغم أن هناك من يؤيد ذلك ويقول بوجود تفاهمات دولية بعملية غسيل للجولاني ومن معه وإعادة إخراج بشكل جديد على غرار ما حدث مع الشيخ أحمد في الصومال لكنه تصر بعيد جدا لاختلاف الظروف ولاختلاف الفرقاء الدوليين بين ما كان في الصومال وما هو الأن".

وعن إمكانية الوصول لمرحلة قبول عناصر الهيئة بالانحلال ضمن فصائل أخرى دون أي تأثير فكري أو غير ذلك أوضح "الهاروش" أن هذا أمر وارد جدا لأن من يخشى منهم المعارضة ذهبوا وانصرفوا، ولم يبق مع "الجولاني " إلا من هو مثله أو تابع لا عقل.

أما مصير قيادات تحرير الشام وشرعييها فتوقع "الهاروش" أن يشابه مصير الكثير من القيادات في العراق وقبلها في أفغانستان ممن أدوا دورهم وانتهى سواء عمالة أو حماقة، من يمكنه العودة لبلاده يعود، ومن لا يمكن يؤمن له اللجوء في دولة ما ويعيش فيها كما يعيش الكثيرون من أمثالهم والكلام له.
ولدى سؤالنا عن العوامل التي أوصلت الهيئة لهذه المرحلة من القبول بمخرجات الدول الخارجية المعنية بالشأن السوري وهل هو تغليب لمصلحة الثورة والمدنيين وتجنيباً لمحرقة جديدة في الشمال أم فشل في المشروع وسقوط أمام الحاضنة، أجاب "الهاروش" أن السبب الرئيسي هو فشل مشروعه الفردي السلطوي واصطدامه بصخرة الواقع التي لا قبل لهم بها فأرادوا الخروج بسلامة بدلا من الموت، وأضاف " وهذا كله إن أحسنا الظن ولم نقل كانوا مكلفين بمهمة وأدوها على أحسن وجه وهذه مخرج مناسب لهم لينجح السيناريو".

وعن المتشددين في الهيئة وكذلك فصائل تنظيم القاعدة وهل ستقبل بالحل أم ستحضر نفسها لمواجهة عسكرية أكد أن هؤلاء لا يمكن أن يقبلوا بسياسة "الجولاني" وهم الآن في تكتلات مخالفة له، متوقعاً أنهم أمام خيارين إما المواجهة والقتال وإما الانعزال في الجبال ومتابعة عملهم بالاغتيالات والتفجيرات مرجحاً الثاني.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ