خلل أمني ينهك إدلب .. وجهات "مجهولة" تنفذ عملياتها بحرية مطلقة فمن المسؤول ...!؟
خلل أمني ينهك إدلب .. وجهات "مجهولة" تنفذ عملياتها بحرية مطلقة فمن المسؤول ...!؟
● أخبار سورية ١٣ أغسطس ٢٠١٧

خلل أمني ينهك إدلب .. وجهات "مجهولة" تنفذ عملياتها بحرية مطلقة فمن المسؤول ...!؟

تعيش محافظة إدلب حالة من التخبط الأمني لاسيما مع تصاعد وتيرة عمليات التصفية الجسدية، التي تستهدف عناصر الفصائل و قياداتها إضافة للمدنيين، وصل الأمر لعناصر الدفاع المدني والمؤسسات المدنية، وانتشارها على مناطق عديدة، في الوقت الذي يسيطر الغموض على تفاصيل و هذه العمليات و فاعليها، والأسباب التي تقف ورائها، و ذات الأمر ينطبق على رد فعل المسؤولين عن القوى الأمنية في المحافظة التي باتت التجمع الأكبر للسوريين الذين هجرهم الأسد و حلفاءه من مناطقهم.

 

وشهدت الأشهر الماضية العشرات من حوادث القتل والتصفية طالت عناصر من تحرير الشام وحركة أحرار الشام، وفصائل الجيش الحر، توزعت في غالبيتها على أطراف مدينة إدلب وبنش وبلدات الريف الجنوبي وجبل الزاوية، استمرت بشكل متوازي مع اختلاف الحوادث حتى شهر آب الحالي وارتكاب مجزرة الدفاع المدني في مدينة سرمين، دون التمكن من الكشف عن الجهة التي تقوم بتنفيذ هذه العمليات، والتي تكون غالباً في ساعات متأخرة من الليل، واستخدام أسلحة مزودة بكواتم صوت.

 

في الوقت الذي لازالت فيه العبوات الناسفة تمارس عمليها المعتاد و تستهدف السيارات المدنية والعسكرية على حد سواء في معظم مناطق المحافظة، قضى فيها العشرات من الثوار والمدنيين.

 

التطور التقني وأساليب التنفيذ ، يرسم علامات استفهام كبيرة عن سبب الحالة الأمنية المتراجعة في المحافظة، لاسيما بعد سلسلة الاقتتال الداخلي والفوضى العارمة بين الفصائل، وسيطرة تحرير الشام على غالبية مناطق المحافظة والتي باتت هي المسؤولة عنها أمنياً وعسكرياً، هذا بالتزامن مع العديد من العمليات الأمنية التي نفذتها واعتقلت المئات من العناصر ممن قالت أنهم ينتمون لخلايا نائمة متورطة في التفجيرات وعمليات القتل، إلا أن هذه العمليات مازالت مستمرة رغم كل هذه الاعتقالات.

 

ولا يخفى سعي نظام الأسد الحثيث على اختراق المناطق الخارجة عن سيطرته بوسائل عدة، والعمل على خلق فوضى أمنية عارمة فيها، من خلال المتعاونين والمجندين لصالحه، ولكن في ذات الوقت قدرة النظام وأعوانه في الأرض ضعيفة رغم وجودهم ولا يملكون هذه الإمكانيات لتنفيذ كل هذه العمليات وبهذه الحرفية.

 

كما لا يمكن تجاهل الوجود القوي للخلايا التابعة لتنظيم الدولة والتي تسعى للثأر من الفصائل العاملة في المحرر والتي قاتلتها وأخرجتها من المنطقة، إضافة لتصفية الحسابات الشخصية من خلال مجموعات صغيرة مدربة ومجهزة على مثل هذه العمليات من حيث المعلومات الوافية وضرب النقاط الضعيفة أو على الطرقات الفرعية والتي غالباً لا يوجد فيها حراسة, وإن كانت الشكوك تميل لجهة النظام والميليشيات التابعة له كون محافظة ادلب باتت منزلاً للقاصي والداني بحجّة التهجير القسري او الطوعي دون رقابة عمّن يدخله.

 

أيضاَ من ضمن الأسباب الأخرى لعمليات القتل والخطف وجود المصالح الشخصية في بعض الحالات مثل المال او الثأر او الغايات القديمة، وخاصة أن الفرصة سانحة بسبب وجود الفراغ الأمني الحاصل.

 

ويحتاج تنفيذ هذه العمليات المنظمة من تصفيات وتفجيرات لسهولة في التحرك وتدريب كبير قد تصل لمرحلة "تفجير النفس" للمنفذ في حال كشف أمره وحصل ذلك عدة مرات في محافظة إدلب، وهذه السرعة في الحركة والتنقل وتنفيذ العمليات لا تملكها إلا خلايا تابعة لتنظيم الدولة هي من ضمكن مكونات الفصائل الحالية في المنطقة، سواء بعلم أو دون علم.

 

وفي محصلة الأمر ووسط حالة الفلتان الأمني التي باتت تأكل إدلب في ظل هذه المرحلة العصيبة من عمر الثورة، وسط عجز الفصائل عن التوحد وتعدد المحاكم وتنوع الكتائب الأمنية وعدم وجود تنسيق بينها جميعاً والاقتتال بين الفصائل من شانه زيادة حالة الفوضى في المحافظة، والتي ستؤول لاستمرار عمليات القتل وضياع الأمن والحقوق، والذي سيلقي بظلاله السلبية على الجميع، وبات من الضروري أن تتحمل الفصائل المسيطرة على الأرض مسؤوليتها كاملة عن هذه الحالة من الخلل الأمني التي وصلت إليها المناطق المحررة، وتكريس كتائبها الأمنية في حماية المدنيين أولاً، وتأمين حماية مقراتها وحواجزها وعناصرها، قبل ان تدخل المحافظة في دوامة لا يمكن الخروج منها أبداً.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ