جيفري: حذرنا أردوغان مراراً من غدر بوتين في سوريا
جيفري: حذرنا أردوغان مراراً من غدر بوتين في سوريا
● أخبار سورية ٣١ يناير ٢٠٢٠

جيفري: حذرنا أردوغان مراراً من غدر بوتين في سوريا

أكد الممثل الأميركي للشأن السوري المبعوث الخاص إلى التحالف الدولي، جيمس جيفري، أن واشنطن أوضحت مرارا للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه لا يمكن الوثوق بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وذلك على خلفية هجوم روسيا والنظام السوري المستمر على إدلب.

وقال جيفري،في مؤتمر عبر الفيديو، "لقد أوضحنا لأردوغان عدة مرات بأن جهوده لعقد صفقات مع الروس في شمال شرق سوريا وشمال غرب سوريا لن تجدي نفعا، وأنا بنفسي قلت له لا يمكنك الوثوق ببوتين.. وهو بنفسه يرى نتائج ذلك الآن".

ومنذ ديسمبر الماضي، تشهد مناطق خاضعة للاتفاق خفض التصعيد بين أنقرة وموسكو، في محافظة إدلب وجوارها، حيث يعيش ثلاثة ملايين شخص نصفهم تقريباً من النازحين، تصعيداً عسكرياً لقوات النظام وحليفتها روسيا.

وأعرب جيفري عن صدمة المسؤولين الأميركيين من جراء الهجوم العنيف الذي يشنه نظام الأسد على إدلب مدعوما من قبل روسيا وإيران، معتبرا أن "هذا الهجوم هو خرق للقرار 2254 ولاتفاقات وقف النار التي وافقت عليها روسيا وتتنكر لها اليوم".

وأضاف أن الهجوم "يؤشر إلى أن النظام السوري لا يريد حلا، ولكن تحقيق انتصار عسكري"، مشيرا إلى "إمكانية اتخاذ خطوات عقابية بحق النظام السوري وروسيا وإيران بموجب قانون سيزر".

واتهم مبعوث الولايات المتحدة الخاص بسوريا، الروس والنظام السوري بقصف مناطق محمية من قبل الأمم المتحدة بشكل متعمد، ووصف الوضع الإنساني في إدلب بالمأساوي جدا، وقال "سنعمل كل ما في وسعنا دون الوصول إلى العمليات العسكرية كي تفهم موسكو ودمشق وطهران".

وأكد جيفري أن الموقف الأميركي داعم بشكل كبير لجهود تركيا في تدعيم نقاط المراقبة التابعة لها، وقال "هناك قوات تركية مهمة في إدلب وهؤلاء حلفاؤنا في الناتو ونريد التأكد من أنه لن يحصل شيئاً لهم ونراقب الوضع عن قرب".

وأضاف أن "للأتراك قواعد أمامية في إدلب بعضها قد عزل من قبل قوات النظام السوري كما أن هناك مخاطر تصعيد إضافية تتعلق بالأتراك"، لكنه استطرد قائلا إن "أردوغان قائد خاض عدة نزاعات وهو خبير بالوضع في سوريا وهو شريكنا وحليفنا في الناتو ونقف معه".

يأتي ذلك في وقت تصاعدت اللهجة الرسمية التركية خلال الأيام الماضية، ضد التصعيد الروسي الجاري في محافظتي إدلب وحلب المنضويتين ضمن اتفاق "روسي تركي" متعلق بسوتشي وأستانا، أخرها تهديد الرئيس التركي باللجوء لعملية عسكرية أخرى إذا لم يتم حل الوضع في إدلب بشكل سريع، وفق تعبيره.

وقال أردوغان في تصريحات اليوم الجمعة، إن نظام الأسد ما زال يريق الدماء في إدلب، لافتاً إلى أنهم موجودون في سوريا بناء على اتفاقية أضنة وأنهم سيبقون لمحاربة "الإرهابيين" هناك، في خطاب تصيدي بعد أيام من إعلان وفاة "أستانا وسوتشي" وتجدد الحديث عن اتفاقية أضنة.

ويوم الأربعاء، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفاة اتفاقيات "سوتشي وأستانا" بشأن منطقة خفض التصعيد الرابعة شمال غرب سوريا، متحدثا عن أن تركيا أبلغت روسيا أن صبرها ينفذ بخصوص استمرار القصف في إدلب، لافتاً إلى أن روسيا لم تلتزم حتى الآن باتفاقيتي "سوتشي" و"أستانا".

ويأتي هذا الإجراء بالتزامن مع تقدم قوات الأسد وروسيا وميليشيات إيران بريف إدلب الشرقي وتطويقها معرة النعمان من ثلاث محاور، بعد قطع الأوتوستراد الدولي، في وقت تمكنت من التقدم شمالاً إلى خان السبل وبات على مسافة بضع كيلوا مترات من مدينة سراقب.

ومع إصرار روسيا على الحسم العسكري وعدم التزامها بعدة اتفاقيات موقعة مع الضامن التركي، ومحاصرة عدة نقاط مراقبة تركية في الصرمان ومورك، بات الموقف التركي ضعيف جداً أمام الحاضنة الشعبية في إدلب والتي كانت تنظر للنقاط التركية أنها ستحميها من تقدم النظام، في وقت تشير المعلومات إلى أن هناك اتفاق غير معلن بين الجانبين حول طبيعة إدارة المرحلة القادمة بعد سيطرة النظام وروسيا على الطرق الدولية.

وكان من المفترض أن تكون نقاط المراقبة للدول الضامنة هو أخر مرحلة تمهيدية لمرحلة وقف إطلاق النار الشامل في عموم منطقة خفض التصعيد، والتي تتولى تركيا تثبيت الأمن فيها وإعادة الحياة إليها تدريجياً من خلال الخدمات وإعادة أحيائها مدنياً، في وقت لن يكون للقوات الروسية أو الإيرانية أي دور في المناطق المحررة ويقتصر عملها ضمن مناطق سيطرة قوات الأسد، وفق ما أعلن حينها من بنود اتفاق.

ولكن روسيا نقضت جميع الاتفاقيات المتعلقة بمنطقة خفض التصعيد على غرار مناطق خفض التصعيد الأخرى في حمص والغوطة ودرعا، وعاودت الهجوم وسيطرت على مناطق واسعة من المنطقة المشمولة بالاتفاق وهجرت أهلها كما حاصرت واستهدفت عدة نقاط تركية لم تستطع الأخيرة منع تقدم النظام وباتت بموقف المتفرج حتى اليوم.

وخلال الأسابيع الأخيرة وبعد إتمام روسيا السيطرة على ريف حماة الشمالي وصولاً لمدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي في الحملة قبل الأخيرة، عاودت في تشرين الأول من العام الماضي استئناف التصعيد وبدأت حملة عسكرية على ريف إدلب الشرقي والجنوبي بالتزامن مع حملة بدأت مؤخراً بريف حلب الغربي، وتمكنت من الوصول لمدينة معرة النعمان وسط استمرار القصف والتقدم في المنطقة للسيطرة على الطريق الدولي "حلب دمشق".

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ