لم تكد الدقائق الأولى لتنفيذ العملية الرهيبة التي أدت لموت الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً ،على يد آسريه تنظيم الدولة، حتى تتالت ردود الفعل المختلفة و المتنوعة و التي أدت لحدوث لحالة من الارتباك نظراً لقساوة الطريقة و عنفهل الغير المسبوق.

فقد قطع العاهل الأردني يقطع زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية وقرر العودة إلى المملكة، وأعلن الأردن الحداد لمدة ثلاثة أيام على الطيار.

و بعد أن أبلغ قائد الجيش عائلة الطيار بمقتله، أكد الجيش الأردني في بيان بث على التلفزيون الرسمي، مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة متوعداً بالانتقام من قتلة الطيار وأكد أن "دمه لن يذهب هدرا وأن القصاص سيكون بحجم المصيبة".

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام  الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية ان "تنظيم داعش الارهابي كان يسوف في قضية الشهيد الكساسبة خلال الفترة الماضية لذلك كانت الحكومة وكافة الاجهزة الامنية حريصة على اي دليل يظهر سلامة الطيار الكساسبة لمبادلة ساجدة الريشاوي ".

واضاف المومني في تصريحات على التلقزيون الاردني أن "كافة الاجهزة المعنية استمرت من ذلك الوقت في متابعة الشهيد الكساسبة لضمان عودته سالما لكن تنظيم داعش الارهابي فضل استخدام وحشيته واغلاق كافة قنوات التفاوض" .

و أردف المومني ان الاجهزة الامنية طلبت من التنظيم ان يقدم اي دليل يثبت صحة سلامة الكساسبة آنذاك حتى تقوم بتسليم السجينة ساجدة الريشاوي .

وصدم التلفزيون الاردني الجميع عندما أكد أن الطيار "معاذ الكساسبة" قتل يوم 3 الشهر الماضي.

وكرد فعل سريع أكدت مصادر في التيار السلفي الأردني لـ وكالة "الأناضول" أن السلطات قامت بنقل عدة سجناء من تنظيم القاعدة إلى سجن سواقة جنوب العاصمة والمعروف أنه يتم فيه تنفيذ أحكام الإعدام ، ومن بينهم ساجدة الريشاوي و 4 من قيادات جهادية كانت أسماءهم قد تداولت في صفقة التبادل بين الأردن و التنظيم بشأن الكساسبة.

وقال البيت الأبيض إن وكالات الاستخبارات تتأكد من صحة شريط اعدام الطيار الكساسبة.

وأوضح الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه إذا ثبتت صحة التسجيل، فإن هذا الأمر يظهر "وحشية" هذا التنظيم، مضيفا أنه "سيضاعف يقظة وتصميم التحالف الدولي لضمان الهزيمة الكاملة" لتنظيم الدولة.

وأمر أوباما بتوفير كل الموارد لتحديد مواقع الرهائن الأخرين المحتملين لدى تنظيم الدولة.

ومن جهة أخرى، قال نائب رئيس الوزراء البريطاني على "تويتر" إن "تنظيم الدولة" تنظيم همجي ومنحرف ولن ينتصر.

و كان تنظيم الدولة قد بث تسجيلاً مصوراً يظهر فيه تنفيذ حكم التنظيم على الطيار الأردني معاذ الكساسبة، حيث أظهر التسجيل الكساسبة وهو يقضي حرقا في طريقة لم يعهدها التنظيم من قبل في تنفيذ حد القتل وفق لشريعته.

التسجيل الذي حمل اسم "و يشف صدور المؤمنين " امتد لمدة 22 دقيقة سرد في بدايته مشاركة الأردن و دورها في الحرب على العراق و تنظيم الدولة.

وتضمن التسجيل اللقاء الذي سبق وأجرته مجلة دابق الصادرة عن التنظيم قبل شهر.

وقام باشعال النار امير أحد القواطع التي تم قصفها ليقضي الكساسبة حرقاً ، داخل قفص حديدي صنع خصيصاً لهذه العملية الرهيبة ، و بعدها يقوم "تركس" برمي التراب و الحجارة على جثمان الكساسبة.

و تعتبر هذا التسجيل هو الأعنف على الإطلاق منذ نشأت التنظيم و قيامه بعمليات ذبح فردا و جماعة.

ووقع الطيار الأردني معاذ الكساسبة أسيرا بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية صباح الأربعاء 24 ديسمبر/كانون الأول 2014، بعد سقوط طائرته الحربية من نوع إف-16 أثناء قيامها بمهمة عسكرية في محافظة الرقة شرقي سوريا، وقال نشطاء حينها إن خللا فنيا كان وراء سقوط الطائرة التي تحطمت شمال سوريا.

وأوضحت القوات المسلحة الأردنية في بيان كانت قد نشرته على موقعها الرسمي، أن تنظيم الدولة الإسلامية لم يسقط الطائرة عكس ما تم ترويجه.

واشترط تنظيم الدولة الإسلامية على السلطات الأردنية إطلاق سراح ساجدة الريشاوي المحكوم عليها بالإعدام في الأردن لدورها في عملية تفجير ثلاثة فنادق في عمان عام 2005 مقابل الرهينة الياباني الثاني "كينجي غوتو" الذي قام التنظيم بإعدامه في الـ 31 يناير/كانون الثاني.

وكانت تسريبات إعلامية أشارت إلى أن السلطات الأردنية تجري مفاوضات مع تنظيم الدولة من خلال قيادات سلفية وأخرى مرتبطة بالعشائر العراقية في الأنبار لإطلاق سراح الطيار الأردني معاذ الكساسبة المحتجز لدى التنظيم، مقابل إطلاق ساجدة الريشاوي.