تقرير لـ "الشبكة السورية" يوثق استهداف المعابر المائية بعد تدمير الجسور في محافظة دير الزور
تقرير لـ "الشبكة السورية" يوثق استهداف المعابر المائية بعد تدمير الجسور في محافظة دير الزور
● أخبار سورية ٣٠ نوفمبر ٢٠١٨

تقرير لـ "الشبكة السورية" يوثق استهداف المعابر المائية بعد تدمير الجسور في محافظة دير الزور

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم، إن ما لا يقل عن 20 معبر مائي تعرَّض للهجوم من قبل ثلاث جهات رئيسة في النزاع السوري، تقع هذا المعابر على نهر الفرات في محافظة دير الزور.

يقطع نهر الفرات مسافة 135كم داخل أراضي محافظة دير الزور، ويستمر حتى مدينة البوكمال الحدودية حيث يدخل الأراضي العراقية، أما عن مدينة دير الزور تحديداً فيخترقها فرع نهر الفرات الصغير من وسطها، أما الفرع الكبير فيمرُّ من طرفها الشمالي، ويفصل بين محافظتي دير الزور والحسكة، وقد أقام سكان المحافظة على مدى عصور عدداً من الجسور للتَّنقل بين ضفاف النهر، التي تفصل عدة قرى وبلدات في المحافظة وعدة أحياء في دير الزور.

وتعرضت تلك الجسور لهجمات أدت إلى تدميرها بشكل شبه كامل من قبل قوات النظام السوري والقوات الروسية وقوات التَّحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

وذكر التقرير أن تدمير الجسور انعكس على تنقلات المدنيين بشكل كبير، وأضعف الحركة الاقتصادية؛ ما اضطرَّ السكان إلى تكثيف اللجوء إلى المعابر المائية، مشيراً إلى أن المعابر المائية هي عبارة عن محطات يتجمع فيها المدنيون ليتمَّ نقلهم بواسطة القوارب والسفن الصغيرة أو العبّارات المائية إلى الضفة المقابلة من نهر الفرات، وبحسب التقرير فإن المعابر المائية باتت الأسلوب الوحيد للتَّنقل، وملاذ المدنيين الراغبين في الهروب من مناطق القصف باتجاه مناطق أكثر أمناً.

وثَّق التقرير الهجمات التي تعرضت لها المعابر المائية، التي بلغت 31 هجوماً استهدفت 20 معبر مائي، كان النظام السوري مسؤولاً عن 15 هجوماً في حين أن القوات الروسية هاجمت المعابر 13 مرة وقوات التحالف الدولي 3 مرات.

وفق التقرير فقد تسببت الهجمات على المعابر المائية في مقتل 241 مدنياً بينهم 28 طفلاً و23 سيدة (أنثى بالغة)، قتلت قوات النظام السوري: 98 بينهم 7 أطفال، و9 سيدات أما القوات الروسية فقد قتلت 143 مدنياً بينهم 21 طفلاً، و14 سيدة، كما ترافقت هذه الهجمات بـ 15 مجزرة، ارتكب النظام السوري منها 9 مجازر في حين ارتكبت القوات الروسية 6 مجازر.

وأوضح التقرير أنَّ هذه المعابر لم تكن تستخدم بشكل منتظم لدعم العمليات العسكرية لتنظيم داعش وأنها كانت عبارة عن محطات يتجمع فيها المدنيون القاطنون في مناطق تخضع لسيطرة تنظيم داعش لعبور النهر.

وأكَّد التقرير أن تنظيم داعش كان يستخدم لنقل عناصره وآلياته معابر أخرى ليست ذاتها التي وردت في التقرير، مُشيراً إلى أن جميع الهجمات التي استعرضها استهدفت تجمعات مدنيَّة خالية من أيَّة آليات عسكرية أو عناصر مسلحة تابعة لتنظيم داعش في أثناء الهجمات أو حتى قبلها ولم يتم توجيه أيِّ تحذير من قبل القوات المعتدية للمدنيين قُبيل الهجمات كما يشترط القانون الدولي الإنساني.

وطبقاً للتقرير فإنَّ الأهالي الهاربين من جحيم الغارات الجوية التي تشنُّها قوات الحلف السوري الروسي ينتقلون من ضفة إلى أخرى باستخدام قوارب بدائية ومحلية الصنع، معظمها قديم وبحاجة إلى صيانة، لكنَّ المواد غير متوفرة لذلك؛ ما يجعل رحلة الهروب خطراً بحدِّ ذاتها.

وأشار التقرير إلى عدة حوادث غرق تعرضت لها هذه القوارب خلَّفت هذه الحوادث مقتل ما لا يقل عن 17 مدنياً قضوا غرقاً بينهم سبعة أطفال وسيدة واحدة، وعلى الرغم من خوف الأهالي وهروبهم من الموت، ومن المخاطر الفظيعة أثناء رحلة الهروب إلا أن طائرات الحلف السوري الروسي قامت بملاحقتهم وقصفهم خلال رحلة العبور ما يُشير بحسب التقرير إلى مدى البربرية التي وصلت إليها هذه القوات في التعامل مع المدنيين الفارين.

وأكَّد التقرير أن 90 % من الهجمات التي نفَّذتها قوات الحلف السوري الروسي على المعابر المائية قد استهدَفت تجمعات للمدنيين أثناء محاولتهم النزوح والفرار من عمليات القصف التي تنفذها هذه القوات على قراهم وبلداتهم باتجاه قرى موجودة على الضفة المقابلة لنهر الفرات مشيراً إلى أن هذه الاستراتيجية الوحشية برزت بشكل واضح في المعركة التي شنَّتها قوات الحلف السوري الروسي على ريفي دير الزور الشرقي والغربي (قرى شامية الواقعة غرب نهر الفرات)، والتي وقع فيها ما لا يقل عن 25 حادثة اعتداء على معابر تركَّزت جميعها في قرى ريف دير الزور الشرقي (قرى شامية).

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ