تصريحات "بشار" تُقلق روسيا وتعتبرها "محاولة للتهرب من الاستحقاقات السياسية والداخلية"
تصريحات "بشار" تُقلق روسيا وتعتبرها "محاولة للتهرب من الاستحقاقات السياسية والداخلية"
● أخبار سورية ٩ أكتوبر ٢٠٢٠

تصريحات "بشار" تُقلق روسيا وتعتبرها "محاولة للتهرب من الاستحقاقات السياسية والداخلية"

أثارت تصريحات الإرهابي "بشار الأسد"، في مقابلة مع وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية، انتقادات أوساط روسية رأت فيها "محاولة للتهرب من الاستحقاقات السياسية والأولويات الأساسية على الصعيد الداخلي".

وبدت عبارات الأسد لافتة، وهو يتحدث عن مسار الحرب السورية والمنعطفات الأساسية فيها، متجاهلا أهمية التدخل الروسي في سوريا في العام 2015 فضلا عن تعليقه على موضوع الوجود الإيراني، وإشاراته إلى أن الحرب في سوريا سوف تتواصل في اتجاهي شرق الفرات وإدلب.

وأوضحت المصادر أن هذه التصريحات التي حملت تباينا واضحا مع القراءة الروسية المعلنة للموقف الحالي في سوريا، تزامنت مع تقليل الأسد من أهمية العمل على مسار اللجنة الدستورية الذي توليه موسكو اهتماما خاصا.

وتحدث بشار عما أسماها "نقاط التحول الرئيسية" التي شهدتها الحرب السورية، منوها بأن الحرب في بلاده لم تنته بعد، وتحدث عن حربه ضد الشعب السوري طيلة السنوات الماضية، متفاخراً بانتصارته على حساب دماء وأشلاء ودمار المدن والشعب السوري، واعتبر بشار أن نقطة التحول الأبرز هي قدوم الروس وتدخلهم لإنقاذه في سوريا.

ووصف التعاون بين روسيا وتركيا والولايات المتحدة في إدلب بأنه غير فعال، معتبرا أنه لو كان عكس ذلك، لما تطلب الأمر خوض معارك في عدد من مناطق الشمال السوري.

واتهم الأسد أنقرة بأنها تقطع على عاتقها مرة تلو أخرى نفس التعهدات ولم تف بأي منها، وقال: "لذلك لا يمكنني القول إن هذا التعاون كان فعالا. ولكن دعونا نرى، فلا لا تزال لديهم فرصة للضغط على الإرهابيين لمغادرة المناطق الواقعة شمال الطريق السريع M4 في إدلب. هذا هو آخر التزاماتهم بموجب الاتفاق مع الجانب الروسي، لكنهم لم ينفذوه يوما. فلننتظر ونرى"، وفق تعبيره.


ونفى الأسد وجود أي قوات إيرانية في سوريا في نقطة تباين أخرى مع موسكو، خصوصا أنه قلل من أهمية اتفاق إبعاد الإيرانيين عن الجنوب السوري قبل عامين، ورأى أنه كان مجرد "إبلاغ من الجانب الأميركي للروس".

ورأت مصادر روسية نقلت عنها صحيفة "الشرق الأوسط" أن حديث الأسد حمل "ردا عمليا" على الرؤية الروسية التي قدمت لدمشق خلال الزيارة التي قام بها وفد روسي إلى سوريا الشهر الماضي وأنه دلل على أن "القيادة السورية ليست مستعدة للتقدم بأي خطوات لدفع مسار التسوية السياسية وتسهيل مهمة موسكو في هذا البلد".

في حين قال مصدر آخر، إن حديث الأسد أظهر محاولته طالتهرب من الأزمة الداخلية وتقديم تطمينات إلى مؤيديه بأنه متمسك بمواقفه"، ورأى أن "محاولة الأسد لقلب بعض الحقائق غير مطمئنة لأنها تظهر مجددا عدم رغبته في الإقرار بحجم وجوهر المشكلة الداخلية في بلاده، فضلا عن عدم استعداده للسير في مسار الحل السياسي".


وبشكل عام أشار المصدر إلى الموقف الروسي القائم على ضرورة دفع العمل لإنقاذ الوضع الاقتصادي في سوريا مشيرا إلى أن هذا كان محور مناقشات وفد حكومي سوري بارز زار موسكو أخيرا. لكنه شدد على أنه "من دون خطوات سياسية محددة من جانب الحكومة السورية لا يمكن الحديث عن إحراز نتائج ملموسة على الصعيد الاقتصادي أو على أي صعيد آخر".

وكانت أوساط دبلوماسية قريبة من الخارجية قالت في وقت سابق أن دمشق سعت خلال الشهرين الماضيين لإقناع الروس بتقديم قرض عاجل وأن موسكو تريثت في دراسة هذا الموضوع، لأنها رغبت في أن يرتبط تحسين المناخ الاقتصادي ومواجهة الموقف الداخلي الحالي في سوريا مع تسريع المسار السياسي الذي من شأنه إذا تم تنشيطه أن يؤسس لضم أطراف إقليمية ودولية إلى مسار تقديم المساعدات. وأن هذا الموضوع تم التطرق إليه خلال زيارة الوفد الروسي إلى دمشق الشهر الماضي.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ