تخريج ثاني دفعات الكلية الطبية في الغوطة الشرقية  لرفد المراكز بكوادر جديدة
تخريج ثاني دفعات الكلية الطبية في الغوطة الشرقية لرفد المراكز بكوادر جديدة
● أخبار سورية ٨ يناير ٢٠١٧

تخريج ثاني دفعات الكلية الطبية في الغوطة الشرقية لرفد المراكز بكوادر جديدة

تواصل الغوطة الشرقية مقارعتها للحصار الخانق المطبق عليها منذ ما يقارب الأربع سنوات ، بكل ما أوتي أهلها من قوة و علم ، من خلال تأمين استمرارية تدفق الكوادر المسؤولية عن رعاية المدنيين الذين يقارب عددهم الـ ٤٠٠ ألف مدني داخل رقعة جغرافية تواجه كافة أنواع الموت.

ثاني الدفعات ترى النور

و احتلفت قبل أيام أول أكاديمية “شآم” للعلوم الطبية ، في الغوطة الشرقية بتخريج ٢٤ طالباً من طلابها ، وذلك كدفعة ثانية بعد أن خرجت منتصف العام الفائت أولى دفعاتها من الممرضين و الممرضات ، في اطار الجهود الذاتية التي تبذلها الغوطة لتجاوز عراقيل الحصار الذي فرض عليها منذ عام ٢٠١٢ .

أهداف الأكاديمية

و قال الدكتور فايز عرابي مدير الأكاديمية ، أن الهدف من الكلية هو اعداد الطلاب على أسس علمية طبية ليكونوا قادرين على الرعاية الصحية للأفراد والمجتمع بما يتفق مع القيم الأخلاقية والإنسانية النبيلة ، مشيراً في تصريحه لشبكة “شام” الاخبارية ، إلى العمل ف الأكاديمية بدأ في منتصف عام 2014 وسط الحصار القاسي على الغوطة الشرقية وندرة الكوادر الطبية المؤهلة علميا وعمليا.

و ووضعت الأكاديمية في رأس أولويتها ، وفقاً لـ”عرابي” ، عدة أهداف من ضمنها تأهيل الكوادر بشكل يواكب التطور العلمي و القيام بالبحوث العلمية و التعاون مع مع المنظمات والهيئات المختصة بذات الأهداف العلمية داخل سوريا و خارجها ، والأهم هو  إتاحة الفرصة للطلاب المنقطعين عن الدراسة في المعاهد والجامعات الطبية لإتمام دراستهم، والقيام بصقل خبرات العاملين في النقط الطبية وتأهيلهم علميا.

اختصاصاتها

و بين مدير الأكاديمية لـ”شام” أنه بدأ العمل في الأكاديمية بقسم التمريض في تموز عام 2014 تخرجت أول دفعة في آذار عام 2016 مع اختصار العطل الصيفية والانتصافية نظرا للظروف التي نعيشها. ثم تم افتتاح قسم المعالجة الفيزيائية والصيدلية في أيلول عام 2015 وقسم الأطراف الصناعية في أيلول عام 2016، مع البدء بدبلوم العناية المشددة للطلاب الخريجين في آب 2016. وقسم التمريض المساعد للممرضين العاملين في التمريض دون حصولهم بعد على شهادة ثانوية. لتسوية أوضاع من بذل من عمره زمنا في خدمة المرضى دون تمكنه من إتمام تحصيله العلمي المطلوب منه.

و تحظى الأكاديمية ، التي تم تأسيسها بجهود مجموعة من الأطباء والفننين الطبين المختصين والمهتمين بأمر التعليم الطبي والعمل الطبي وضبطه ، من قبل اتحاد الأطباء السورين الأحرار و الرابطة السورية للمغتربين سيما ومؤسسة رحمة الإنسان فضيلة راف القطرية بدءا من العام الدراسي 2015-2016.

كما ويمنح الطالب الخريج شهادة ترخيص مزاولة المهنة ضمن أراضي سوريا وبالتالي ضمن الأراضي التركية كون المديرية مسؤولة عن تراخيص العمل في تركيا.
 
اسلوب التعليم

الدراسة في الأكاديمية هي دراسة أكاديمية مدة أربعة فصول دراسية للاختصاصات (تمريض، صيدلة، معالجة فيزيائية، أطراف صناعية) ، وفق ما أوضح “عرابي” ، وهو  بنظام امتحانات فصلية يتخرج الطالب بعدها بشهادة فني تمريض أو معالجة فيزيائية أو صيدلة أو أطراف صناعية، وأما خريجين دبلوم العناية المشددة مدة الدبلوم سنة كاملة (12 شهر) مع عمل أكاديمية وعملي ضمن أقسام العناية المشدد، يمنح في نهايتها شهادة دبلوم عناية مشددة تعتبر بمثابة تجسير باتجاه كلية التمريض التي تعزم الأكاديمية البدء بها في بداية العام الدراسي القادم. مشيراً إلى افتتاح قسم خاصة بالتمريض المساعد في شرق دمشق برزة والقابون.

تدريب عملي
 
و بين “عرابي” أن التدريب العملي يكون ضمن المشافي والمراكز الطبية والمخابر الطبية والفيزيائية والصيدلانية في الغوطة الشرقية ضمن خطط تدريب عملي علمية منسقة ومرتبة. بأشراف فنيين وأطباء وصيادلة ، لافتاً إلى أن العمل ضمن الأكاديمية التعليمي يتم بالتنسيق مع مديرية صحة دمشق وريفها ضمن وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة. وبالتنسيق مع هيئة التخصصات الطبية في سوريا.


عوائق

من أبرز العوائق التي تعاني منها الأكاديمية وفقاً لمديرها ، هي عوائق الحصار من تأمين الكتاب الجامعي الطبي التعليمي وتأمين المطبوعات الخاصة للطلاب في وقتها بسبب هذا الحصار، والاعتماد على الكتاب الرقمي في معظم الحالات والذي تواجههم صعوبة تأمينه لكل الطلاب لعدم تمكن كل الطلاب من شراء الأجهزة الرقمية المفيدة لهم.

 كما يعاني الطلاب من صعوبة المواصلات، ومشاكل الانترنت السيء ، وعدم إمكانية تفرغ الكوادر التدريسية لارتباط الأطباء في أعمال طبية خدمية ملزمة لهم تجاه من بقي في هذه الغوطة المحاصرة. واضطرار معظم الطلاب والطالبات للعمل أثناء التعليم لسد احتياجات الحياة لأهليهم وذويهم مما يؤثر على تفرغهم الدراسي وتفاعلهم .

قصة نجاح

الطالب كريم براء ، أحد الخرجين في أحدث دفعات أكاديمية “شآم” للعلوم الطبية ، وجد في الأكادمية سبيلاً لاكمال تعليمه بعد أمضى فترة في العمل الميداني الطبي في أحد المخابر الطبية ، يسرد في حديثه لـ”شام” تجربته التي خاضها في الدراسة العلمية في الغوطة الشرقية ، مؤكداً أنها تجربة لمت شتات المنقطعين عن الدراسة و التحصيل العلمي.

و يشير كريم ، إلى أن الكادر التدريسي لعب دوراً بارزاً في نجاح الأكاديمية اذا يتألف من خيرة أطباء الغوطة  الشرقية ، فهم مع الحصار المفروض على الغوطة من جيل الشباب  وقريب من مشاكل الطلاب ، الأمر الذي سهل التواصل و منح أريحية في التعامل و تلقي العلم.

الكهرباء و اللغة حواجز

أهم المشاكل التي عانى منها “كريم” و زملائه”  كانت نقص الامكانيات المادية للطلاب بسبب الحصار فكان البعض يتغيب بسبب العمل ، وأيضا الأدوات التعليمية من مجسمات وغيرها علاوة على انقطاع التيار الكهربائي، والأصعب كان المناهج التعليمية التي كان معظمها باللغة الإنكليزية ومن مراجع عالمية فكان الأمر صعب في البداية لكن سرعان ما تمكن الطلاب من تجاوز ذلك .

المصدر: شبكة شام الكاتب: رنا الصالح
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ