بتشجيع وقرارات من نظام الأسد ... آلاف الدارسين للغتين الفارسية والروسية في سوريا
بتشجيع وقرارات من نظام الأسد ... آلاف الدارسين للغتين الفارسية والروسية في سوريا
● أخبار سورية ٢٨ أبريل ٢٠١٩

بتشجيع وقرارات من نظام الأسد ... آلاف الدارسين للغتين الفارسية والروسية في سوريا

وصل عدد الطلاب السوريين الذين يدرسون اللغة الروسية في جامعة دمشق إلى 25 ألف طالب، حسبما قال الدكتور هيثم محمود المسؤول عن اللغة الروسية في الجامعة لصحيفة "تشرين" التابعة لنظام الأسد.

وتدرس اللغة الروسية في مدارس محافظات اللاذقية وحمص وطرطوس والسويداء وحلب، أما عدد دارسي الروسية في جامعة دمشق نفسها، فهو أقل بكثير من عدد دارسيها في المدارس الحكومية، حيث تم تخريج أقل من 30 طالباً جامعياً بشهادة اختصاص بالروسية، في السنوات الأربع الأخيرة.

ويشتكي عدد من مسؤولي جامعات نظام الأسد، من كون اللغة الروسية تدرس أحياناً، على يد مدرسين روس، لا يحملون شهادة تؤهلهم لتدريسها للأجانب، وأن مؤهلهم الوحيد يكون في بعض الأوقات، هو أنهم يجيدون اللغة الروسية، وحسب، بصفتهم مواطنين روساً، لا بصفتهم مجازين جامعيين في مناهج التدريس.

وبحسب جامعة دمشق، فإن في ملاكها التدريسي، أستاذة واحدة فقط، تحمل شهادة الدكتوراه في اللغة الروسية.

ويعاني مسؤولو نظام الأسد الموكلون بمهام ترويج وتدريس الروسية، من أزمات أخرى، في هذا السياق، وهو وجود كتاب جامعي واحد، يوزع كمقرر دراسي في تعليم الروسية على الطلاب، فيقوم 215 طالباً جامعيا بدراسته، موزعين على سنوات الدراسة الأربع، وأغلبهم في الأولى وبلغوا 90 طالباً.

وعلى الضفة الأخرى، من اللغات الأجنبية التي كثف نظام الأسد اهتمامه بها، باعتبارها لغة حلفائه الذين قاتلوا معه ومنعوا سقوطه، وتأتي الفارسية لتشكل عدد طلاب أكثر في المدارس السورية، نظراً إلى الميزانية الكبيرة التي خصصتها إيران، لترويج الفارسية في سوريا، كأداة لنشر نفوذها في البلاد وتعزيز هيمنتها على الجيل الشاب في سوريا، خاصة في مرحلة الحرب السورية وما تلاها من تصدعات في بنية المجتمع السوري نتيجة التهجير القسري وموجات اللجوء والنزوح المليونية.

ولا توجد إحصائية رسمية لعدد دارسي الفارسية في سوريا، خاصة في المدارس التي تم تأسيسها في سوريا، باعتبارها "مدارس شرعية" إيرانية، لكن بالعودة إلى حجم الاستيعاب في المدارس والثانويات السورية في مناطق سيطرة نظام الأسد التي أصبحت مقار التعليم الإيراني، والتي يتراوح فيها عدد الطلاب ما بين 700 طالب إلى 1000، فإن عدد دارسي اللغة الفارسية يفوق دارسي الروسية بكثير.

وكانت وزارة الأوقاف التابعة لنظام الأسد قد أقفلت عام 2017 مدرسة واحدة في اللاذقية، تدرس اللغة الفارسية في مدارس وثانويات تسميها طهران "ثانويات الرسول الأعظم في اللاذقية"، وكان عدد الطلاب المتأثرين بهذا الإقفال هو 720 طالبا.

وفيما بدأت إيران منذ عام 2008، أو عام 2006، بافتتاح تعليمها الخاص باسم "مجمع الرسول الأعظم" وما يشرف عليه من معاهد و"ثانويات الرسول الأعظم في اللاذقية"، وتهدف تلك المدارس "لنشر العلوم الشرعية على مذهب آل البيت"، بالإضافة لمحاولة تشييع الأطفال منذ الصغر.

ولا تعاني الفارسية من نقص الكادر التعليمي الذي تعاني منه الروسية، تبعاً لما صرح به رئيس قسم اللغة الروسية في جامعة دمشق، لأن الفارسية مستندة أصلا إلى مدرسين إيرانيين يجيدون العربية والفارسية، يأتون إلى سوريا للعمل "من منطلق جهادي عقائدي" بقصد ترويج نموذج "الخمينية الثقافية والسياسية" في الشام وجوارها العربي، حسبما ذكرت قناة العربية.

وعلى العكس من نشاط اللغة الروسية في سوريا نفسها، فإن المراكز الثقافية الإيرانية والتي تطلق عليها طهران اسم "مستشاريات" فهي بؤر ترويج خالصة للنموذج الخميني، وجميع العاملين في "المستشاريات" الثقافية هم "مجنّدون" في خدمة أهداف الثورة الخمينية، وبقيادة مرشدها الحالي، علي خامنئي.

والمستشاريات الإيرانية هي "كتائب" إيديولوجية تتنقل بين المحافظات السورية "وفي المناهج، ولا يعنيها الأدب إلا ما يكون مروّجاً للثورة الخمينية" بحسب أحد الطلاب السوريين من منطقة جبلة بريف اللاذقية، الذي قال لـ"العربية.نت" إن ترويج "المنهج الإيراني واللغة الفارسية، يتم عبر استغلال فقر أبناء المنطقة الذين فقدوا إما أبا أو أخا أو معيلا بسبب الحرب" ولم يعد لديه أي إمكانية للإنفاق على التعلم إلا في الثانويات الإيرانية التي تقيم دورات مجانية في الفارسية، قبل دخولهم إلى تلك المدارس التي تلتزم العربية في منهجها، بحسب الطالب المذكور.

ومن خلال التصريح الرسمي الذي أدلى به رئيس قسم اللغة الروسية في جامعة دمشق، حول عدد الطلاب الدارسين للغة الروسية في مدارس سوريا، والبالغ 25 ألف طالب، فإن عدد دارسي الفارسية، هو ضعف عدد دارسي الروسية في سوريا، تبعا لحجم الاستيعاب في المدارس الإيرانية، وتبعا لسنة البدء، وهي عام 2008، والبعض يرجح عام 2006، مع توالي قرارات الأسد بافتتاح فروع لمدارس "الرسول الأعظم" منذ عام 2014 الذي شهد إدخال التعليم الإيراني إلى قلب المنطقة الساحلية في (جبلة). ليكون الرقم التقريبي لعدد الذين درسوا الفارسية، في المدارس التابعة لحكومة لنظام الأسد، يتراوح بين 40 و50 ألف طالب، هذا مع عدم احتساب عدد دارسي الفارسية بشكل غير رسمي، وبدون لوائح بأسماء الطلاب، في المناطق التي تنتشر فيها ميليشيات إيران، في دير الزور على الحدود السورية العراقية، أو في حمص، أو في بعض مناطق حلب وغيرها من مناطق سورية.

والجدير بالذكر أن وزارة الأوقاف التابعة لنظام الأسد كانت قد أصدرت، عام 2017، قرارا يلزم جميع المدارس المرخصة تحت بند "التعليم الشرعي" ومنها مدارس إيران في سوريا، باتباع خطة وزارة التربية السورية وما يصدر من الأوقاف حول ضوابط التعليم الديني، مع التهديد بالإقفال في حال عدم الالتزام بمنهج وزارة التربية. وعرف في هذا السياق، إقفال مدرسة إيرانية واحدة، في اللاذقية، عام 2017، ثم توقف الكلام في أروقة نظام الأسد الإعلامية والإدارية، عن موضوع الإقفال، وخرج الموضوع من التداول، كلياً، منذ ذلك الوقت.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ