بالأرقام أعداد العوائل المهجرة للشمال السوري وسط غياب أي مقومات للحياة أو العودة
بالأرقام أعداد العوائل المهجرة للشمال السوري وسط غياب أي مقومات للحياة أو العودة
● أخبار سورية ٢٥ مايو ٢٠١٧

بالأرقام أعداد العوائل المهجرة للشمال السوري وسط غياب أي مقومات للحياة أو العودة

تتسارع عمليات التهجير القسري تباعاً من محافظات حمص ودمشق وحلب ومناطق أخرى، باتجاه الشمال السوري وسط تزاحم الآلاف في مخيمات أعدت على عجل لاستقبالهم، دون أي خطط مستقبلية أعدت لتأمين حاجيات هذه العائلات الوافدة والتي لا تملك أي قرار في هجرتها، وباتت رهينة اتفاقيات دولية، دعمت بناء مخيمات وقرى طينية لاستقبالها، وتناست قضيتهم الأساسية التي أرقت حياتهم وأجبرتهم على الخروج من بلداتهم ومدنهم مجبرين.

منظمات ومنسقي الاستجابات في الشمال السوري للمهجرين أعلنوا عن أن الوضع في الشمال السوري لاسيما محافظة إدلب بات "كارثياً"، نتيجة ما تعانيه العائلات المهجرة للمحافظة من نقص كبير في أبسط مقومات الحياة، في الوقت الذي تعجز فيه المنظمات وفرق الاستجابة من استيعاب الكم الهائل من أعداد المهجرين وتلبية متطلباتهم، حث لم يعد بمقدورها تلبية متطلبات المزيد من العائلات الوافدة للمنطقة، ما ينذر بكارثة حقيقية في حال تواصلت عمليات التهجير للشمال السوري.

ومع استمرار قطار التهجير القسري  ابتدأ من دمشق وريفها "مضايا، الزبداني، برزة، القابون،المعضمية، وادي بردى، التل، داريا، مخيم اليرموك، خان الشيح، ديرخبية، قدسيا، بقين"  حتى حمص حي الوعر تحديداً، وحلب  وصولاً لمئات العائلات المهجرة سابقاً للمحافظة من الرقة ودير الزور والحسكة، بدأت تتفاقم أوضاع هذه العائلات بشكل كبير، تزامناً مع استمرار عمليات التهجير والأنباء التي تتحدث عن تهجير لمناطق " القدم ، العسالي، مخيم اليرموك، بيت سحم، يلدا، الحجر الأسود، مدينة الرقة، مناطق في ريف حمص الشمالي، مناطق من دير الزور"

وبلغ تعداد العائلات المهجرة إلى الشمال السوري لاسيما محافظة إدلب قرابة " 47988" عائلة باتت بعيدة عن ديارها مهجرة للمخيمات في الشمال السوري تتوزع حسب المنطقة التي هجرت منها على النحو التالي " حلب 33000 عائلة، حي الوعر 4400 عائلة، مضايا 500 عائلة، الزبداني900 عائلة، بقين 356 عائلة، قدسيا 490 عائلة، برزة800 عائلة، معضمية الشام 1040 عائلة، دير خبية 590 عائلة، خان الشيح495 عائلة، القابون 540 عائلة، وادي بردى 900عائلة، التل 677 عائلة، داريا 580 عائلة، مخيم اليرموك 220 عائلة، المنطقة الشرقية (الرقة، دير الزور، تدمر) 2500 عائلة".

ورغم كل ما يصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي من التجهيزات المعدة لاستقبال الوافدين الجدد إلى إدلب وريف حلب، وكل ما يصور من استقبال حافل تحظى به العائلات، كاستقبال المنتصرين، إلا أن الواقع الحقيقي شديد المرارة والقسوة، عندما تزج مئات العائلات في خيم وشوادر قيل أنها للسكن المؤقت، لتغدوا مسكنها الدائم بعد أن تتقطع بها السبل، أما القرى الطينية فأشد مرارة وأشد قسوة، والتي تفتقر لأدنى مقومات الحياة رغم كل العناء والجهد الذي قدم لبنائها وتجهيزها.

مصادر عدة في إدلب وريف حلب الشرقي منطقة جرابلس تحديداً أكدت أن أوضاع المهجرين الوافدين حديثاً إلى المحافظتين، لا تقل قساوة عن أوضاع من سبقهم في قطار التهجير القسري، والذين باتت المخيمات هي مسكنهم الوحيد في الشمال السوري، يواجهون الحياة بكل قساوتها وكل ما فيها من متاعب في خيم وشوادر في الحر والبرد، مع عجز المنظمات المحلية عن تقديم كل ما تحتاجه هذه المخيمات من حاجيات أساسية للحياة.

وطالبت العديد من المنظمات القائمة على استقبال وإيواء المهجرين، بضرورة تدخل منظمات دولية ودعم دولي لتمكين استيعاب هذه الأعداد الكبيرة من العائلات المهجرة، وتلبية متطلبات حياتها الأساسية، والتي تعجز غالبية هذه المنظمات عن تغطيتها، فيما تواجه العائلات المهجرة أوضاع مأساوية، قد تتحول لكارثية في حال استمر الحال على ما هو عليه.

هذه الحال من العذابات المستمرة لمن كان محاصراً في أرضه وبلدته من قبل نظام الأسد ويواجه القتل اليومي بالقصف، والموت البطيء من الجوع، بات اليوم يواجه مصاعب الحياة ومشقاتها، ويسعى بكل ما فيه لسد حاجيات عائلته المشردة، وأطفاله الصغار في مخيمات الشتات، تصور أنها الجنة التي وعدو بها، في حين أن واقع الحال بات مريراً وأكثر قساوة، في رسالة أوصلها الأسد وحلفائه والدول الصامتة عن كل ما يقوم به من انتهاك بحق الإنسانية أن مصير كل من يعارض الأسد هو خيمة أو غرفة طينية في أرض ومكان بعيد عن مسقط رأسه وأرضه التي نشأ وترعرع فيها.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ