الفقر وسوء التغذية ينهكان جسد الطفلة تسنيم (قصة إنسانية)
الفقر وسوء التغذية ينهكان جسد الطفلة تسنيم (قصة إنسانية)
● أخبار سورية ١ سبتمبر ٢٠١٨

الفقر وسوء التغذية ينهكان جسد الطفلة تسنيم (قصة إنسانية)

أب لا يملك حيلةً في ظل فقر شديد, وزوجة أبٍ تحاول اساكتها تارة وتبكي معها تارة أخرى, بكاء يملئ خيمة النزوح ويتجاوز قماشها المهترئ ليملأ صداه المخيم الصغير, لكنه يبق حبيس ذلك المخيم فلا عمر يسمع صراخها ولا منظمة تحاول سد رمقها.

هو مشهد بسيط يعرض جزءا من حال الطفلة تسنيم من قرية عطشان في ريف حماة الشمالي الشرقي والتي تجاوزت العام بأربعة أشهر والمصابة بمرض سوء التغذية الذي بدأ يظهر في عدد من مخيمات النزوح في الشمال السوري وخاصة مخيمات النازحين من ريف حماة الشرقي..

أصيبت الطفلة تسنيم بمرض سوء التغذية بسبب فطامها المبكر (جف حليب والدتها) واطعامها من أكل المنزل الذي أدى لإصابتها بالتهاب الأمعاء ومن ثم سوء التغذية الذي التهم جسدها وحوله لجسد نحيل دون أن يستطع أهلها تأمين علاجها الذي يعتبر مكلفاً بالنسبة لهم في ظل الفقر الذي يعيشونه.

يسكن أهل الطفلة تسنيم في مخيم صغير يدعى "أهل الوفاء" ضمن مخيمات أطمة بالقرب من الحدود السورية التركية والتي تعتبر أكبر تجمعات النازحين من مختلف المحافظات السورية.

سبعة أعوام من النزوح المستمر من قريتهم عطشان لينتهي بهم المطاف مؤخراً في مخيمات أطمة وفي خيمة صغيرة تسكن زوجتي أبو رضوان والذي رزقه الله من الأولى 3 أطفال كان أحدهم طفل مصاب بسوء التغذية وتم علاجه أما من الثانية فلديه منها تسنيم وطفلة أخرى.

قامت أم رضوان بفطام طفلها رضوان مبكراً بسبب جفاف الحليب في صدرها وبسبب الفقر لم تتمكن من شراء الحليب مما جعلها تطعمه من أكل المنزل الذي أدى لإصابته بالتهاب الأمعاء ومن ثم سوء التغذية حيث تم علاجه من خلال العسل وعشبة زهرة الألماس.

تسنيم اليوم لم تعد تقوى على مقاومة المرض بجسدها الهزيل الذي يزداد نحالة في ظل عجز أهلها عن تأمين العلاج الذي يعتبر ثمنه بالنسبة للكثيرين مبلغاً بسيطاً فهل تجد من يساعد أهلها في تأمينه؟ وهل تدرك المنظمات أهمية تأمين حليب الأطفال للنازحين أم أنه لم يعد في قائمة أولوياتهم؟؟؟

يذكر أن حليب الأطفال لم يعد يوزع من قبل المنظمات إلا نادراً في مخيمات الشمال مما أدى بسبب فقر قاطني المخيمات وغلاء حليب الأطفال لإطعام أطفالهم من طعام المنزل في سن مبكرة جداً والذي بدوره أدى إلى اصابتهم بعدة أمراض.

تقرير: مهند محمد

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ