الغوطة الشرقية بمواجهة الباصات الخضر .. الغلبة لمن ؟؟
الغوطة الشرقية بمواجهة الباصات الخضر .. الغلبة لمن ؟؟
● أخبار سورية ٢٠ ديسمبر ٢٠١٦

الغوطة الشرقية بمواجهة الباصات الخضر .. الغلبة لمن ؟؟

“ خلي باصاتاك بالكراج من الغوطة ماراح نطلع “ … هي انشودة سمعناها يوم الجمعة الفائت في سقبا احدى أبرز مدن الغوطة الشرقية، حمل في طياته شعور بأن هذه المنطقة هي الهدف التالي للأسد و حلفاءه، فالمعطيات قد اكتملت مع اتمام الطوق المؤمن حول دمشق عبر المصالحة، و انهاء حلب عبر كسر العظم، لتضييق الخيارات و تختزل قائمة الأهداف على هدفين الغوطة الشرقية احداهما.

المظاهرات التي شهدتها مدن و بلدات الغوطة على مدى الاسبوعين الفائتين، بزخم أكبر من المعتاد، نصرة لـ”حلب”، كان واضحاً حجم الوعي الشعبي من القادم، واليقين أن المواجهة النهائية قد اقتربت، مواجهة لا تحمل أي تكافؤ بالفرص أو القوة و حتى الحنكة، و لكنها ترجح الكفة لمن يعرف كيف يدير التطورات الجارية حاليا ، و يخوض المعركة بسلاح لا يكون مادي بقدر ماهو معنوي.

ليست كـ”غيرها”

يكاد يجمع عشرة ناشطون اعلاميون، في حديثهم لشبكة “شام” الاخبارية، في مختلف أرجاء الغوطة ، على مقولة واحدة ألا وهي “الغوطة الشرقية ليست كغيرها” ، و أنها ستقدم نموذج خارج عن القاعدة التي عمت سوريا في الآونة الأخيرة التي تعود لعام و بضع شهور، والتي بدأت منذ بدء العدوان الروسي على سوريا في أيلول ٢٠١٥.

الدفاع حتى الرمق الأخير

يستند الناشط “عبد الرحمن بشير”، على ثبات و بقاء الغوطة محررة حتى الآن رغم كل ما تعرضت له ابتداء من القصف و حتى الكيماوي، الذي لم يضعفها لأنها “ أخذت على عاتقها الدفاع عن نفسها حتى الرمق الأخير”، وفق قوله.

رفض “البشير” استباق الأمور عندما سألناه عن الأوضاع اذا ما دخل هدف “الغوطة الشرقية” حيز التنفيذ من قبل الأسد و حلفاءه، و لكنه قال “ سنري الأسد والروس والإيرانيين ما سيأسوؤهم والأيام ستثبت ذلك بإذن الله”، متوعداً بوجود آلاف المقاتلين حاليًا وسيكون هناك آلاف أخرى في حال أقدم الأسد على “حماقة” كما حصل في حلب أو غيرها، حسب كلامه.

بين الماضي و الحضار

استعراض تاريخ الغوطة الشرقية الثوري ، يحتاج لمساحات قد تطول كثيرا و لن تفي كل الحوادث البارزة فيها ، و لكن منذ عام ٢٠١٢ بدأت بلدات ومكدن والغوطة الشرقية تدخل تباعاً الحرية و طرد قوات الأسد من ثرها، بشكل متتابع و متسارع و أخذت شكلها الأكبر في شباط ٢٠١٣، حيث بسطت النفوذ على مئات الكليومترات الغنية بكل شيء بما يشبه الاكتفاء الذاتي.

قد يكون من العبثية بمكان الاكتفاء بسرد التاريخ الايجابي، دون الدخول بما آلت إليه الأمور حالياً، فمنذ نهاية نيسان الفائت ، لم تعد الغوطة تلك الغوط التي نعرف، و بتنا نستذكر معارك  المليحة وعدرا وادارة المركبات واخيرا “الله غالب”، و بتنا نحصي عدد المناطق التي خسرنها منذ ذلك التاريخ الشؤم، والذي بدأت فيه الخلافات المتراكمة أكبر من تطاق لتنفجر و تتحول لاشتباك أخذ من الوقت ما يكفي لمقتل و جرح المئات، و اختفاء عشرات النقاط و البلدات من خريطة الغوطة .

خلاصين أحدهما الموت

هيثم بكار” ،صحفي مدينة دوما، وصل لقناعة شخصية تتمثل بعدم الاهتمام  بالتوقعات و التحليلات عن السيناريوهات التي تنتظر الغوطة الشرقية،” فعلى مدى 6 سنوات كنا نتوقع شيء ويحدث عكسه”، كما يقول ، لكنه عبر عن يقين أن هذا “الكابوس سيزول قريبا بأحد الخلاصين الموت أحدهما”.

 لم يخفي “بكار “ حالة الـ”تفاؤل”، رغم أن رأيه يقوم على ان الغوطة هي نسخة مكررة مثل باقي المناطق المحررة بكل سلبياتها ولا يوجد فيها ما يميزها سوى احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي خصها بها، متمنياً  أن تتعظ فصائلها مما جرى في حلب وتكون لهم عبرة، خاتماً بالقول “ فهل من معتبر؟”.

لن يكون هناك تهجير

لخّض “أنس الخولي” ، وهو صحفي أيضاً في الغوطة الشرقية ، معادلة الغوطة بشطرين وبضع كلمات وهي “لا لن يكون هناك تهجير ... لأن المدنين و العسكرين متماسكة معا”، منوهاً إلى أن  فصائل الثوار في الغوطة الشرقية،يملكون خطط عسكرية قوية و ستستخدم في الوقت المناسب، وفق قوله.

نطاق القيادات ضيّق

يسيطر على الغوطة الشرقية ثلاثة تشكيلات كبرى، تملك مفاتيح الأمور، أي أن العدد فيما يتعلق بالقيادات الحاكمة ضيّق، فلدينا في الغوطة جيش الاسلام و هو الفصيل الأكبر و الأقدم ، وفيلق الرحمن يأتي في المرتبة الثانية، فيما يحل تحالف “الفسطاط” في المرتبة الثالثة و يتألف من جبهة فتح الشام و حركة أحرار الشام و لواء فجر الأمة.

اقتتال “ضروس”

اختلفت هذه التشكيلات في الاقتتتال الشهير في نيسان الفائت ، فانقسمت لطرفين و دارت اشتباكات يمكن وصفها بـ”الضروس”، و احتجات لوساطات دولية عديدة و أطراف و مشايخ و فتواي تكاد يخطأها الحصر ، بعد شهرين تقريباً أسدل الستار بالعلن على الاقتتال و لكنه ظلّ ساري المفعول في الخفاء ، و ظلت معه آلة الأسد في التقدم و أخذ المزيد من النقاط و البلدات، حتى ضاق الأفق بـ”٤٠٠ ألف مدني داخل كانتون مصغر عن غوطة ٢٠١٣.


“معركة نكون او لا نكون”

“معركة نكون او لا نكون” هو العنوان الذي حدده الناشط “علاء الأحمد”، للسيناريو الأسوء للغوطة الشرقية في ظل غياب الحل السياسي عن المنطقة ،شارحاً الطريقة التي ستواجه بها الغوطة  سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها الأسد في كل معاركه، حيث يستهدف بشكل خاص المدنيين وذلك من أجل الضغط على الثوار للانسحاب، وقال “وما يميز الغوطة عن غيرها هو قربها من دمشق والذي يعتبر الكرت الأخضر في يد الثوار في الغوطة”.

مفاجئة

في حين توقع “عامر الريف الشامي”، وهو ناشط القطاع الاوسط بالغوطة الشرقية، أن هناك مفاجئة ستحصل بالغوطة، لم يحددها ، لكنه أشار إلى أن الفصائل ستكون “جسد واحد” بعد أن تصافت قلوبهم.

نقطة ضعف “الأسد”

ميّز “ابو وسام الغوطاني”، ناشط في القطاع الاوسط للغوطة الشرقية، الغوطة عن غيرها من المناطق التي شهدت تهجير أهلها، فالغوطة الشرقية ، وفق “الغوطاني”، تشهد محاولات اقتحام منذ أربع سنوات ، و بالرغم من سيطرة الأسد و داعميه على مناطق مهمة  واهمها القطاع الجنوبي ، لكنها لم تكن ناتجة عن قوته و إنما لاستغلاله الاقتتال الذي حصل بين الفصائل .

متوقعاً  ان يكون هناك مساعي جدية لتحقيق المطالب، التي نادت بها الحاضنة الشعبية و أهمها التوحد خلال أسرع وقت ممكن و بمدة لاتتجاوز الاسبوع، و استطرد “الغوطاني” بالقول بالنسبة لموقع الغوطة كغيره من المدن والبلدات تختلف كثيرآ لانها لاتبعد سوى بعض الامتار في بعض جبهاتها (مثل جوبر والمتحلق الجنوبي وعين ترما ومخيم الوافدين)، عن دمشق هي نقطة ضعف لنظام الاسد وورقة رابحة بيد الثوار في الغوطة اذا أحسنوا استعمالها ، وفق رأيه، وذات الأمر ينطبق على برزة والقابون المرتبطتين  بالغوطة الشرقية ولاتبعدان سوى امتار قليلة عن ابواب العاصمة دمشق.

ووفقاً لما ذكره آنفاً يرى “أبو وسام الغوطاني” أن نظام يؤجل او يبقي موضوع الغوطة الى النهاية، ربما يكون حل سياسي لجميع المدن والبلدات السورية ويشمل هذا المشروع غوطة دمشق او الحرب ودخول دمشق الورقة الاخيرة لثوار الغوطة ولثوار جميع سوريا وانهاء وانتصار الثورة السورية ، حسب قوله.

ورقة الغوطة “الرابحة”

يضع الناشط “احمد عبد الرحيم” ، في جعبة ثوار الغوطة، ورقة رابحة  في حال عجز الفصائل عن توجيه ضربة عسكرية  للأسد في دمشق، وذلك بقصف المواقع العسكرية في دمشق (المربع الامني - فرع الامن الجنائي .....الخ) مما يسبب ارتباك في العاصمة و هذه اقوى ورقة ضغط ، وفق رأيه

وهذا ما ذهب إليه “فراس العبدالله”، ناشط و مصور فوتوغرافي من دوما ، الذي اعتبر أن أهمية موقع الغوطة الشرقية اليوم و قربها من العاصمة دمشق يشكل تهديدا للنظام ، مشيراً إلى أن قوة الفصائل التي صمدت بوجه العديد من الحملات العسكرية الماضية تبطل من مفاعيل أي تهديد للغوطة ، اذ سيقابله تهديد للعاصمة وهذا ما يخشاه النظام بحسب رؤية “العبدالله”.


ولا خروج منها إلا باتجاه دمشق

و ربط الناشط “اسامة المصري” بين ما ينتظر الغوطة الشرقية بمشروع “سوريا المفيدة” التي يبدأ من أقصى الساحل السوري إلى دمشق مروراً بحمص بطبيعة الحال الغوطة الشرقية، و نجح الأسد في ادخال أجزاء من محيط العاصمة مثل التل وداريا وقدسيا والهامة ضمن اطار المصالحة، وهي لا تتجاوز جميعها أقل من ربع الغوطة الشرقية، روج النظام لمؤيديه وحاضنته الشعبية، و الكلام لـ “المصري”، عن انتصار كبير وعظيم حققه في محيط دمشق وحلب، إلا أنه في الحقيقة لم يحقق النظام شيء إطلاقاً، وهو يعتمد على الزخم الإعلامي والحرب النفسية أكثر من اعتماده على الحرب النارية أو المواجهة المباشرة، رأى أن مقارنة الغوطة الشرقية مع غيرها من مناطق الريف الدمشقي أمر مرفوض، لأن الغوطة الشرقية أكثر عدداً وأقوى على الأرض من داريا وحتى التل والهامة وقدسيا، وأكبر مساحةً.

معبراً عن اعتقاده أنه  أن لا تهجير للغوطة ولا خروج منها إلا باتجاه دمشق، لأن الغوطة تمتاز بقوة دفاعية هائلة، وقوة هجومية .

ترحيل عناصر “فتح الشام”

مدير تنسيقية عربين “زكوان كحالة” ، رأى أن جميع القوى الاقليمية في المنطقة و الدول الكبرى لها اطماع بالغوطة ، مشدداً على أن الغوطة لن تشهد تهجير ، و قد يطلب ترحيل عناصر جبهة فتح  الشام ، وفقاً لماقال .

و برر “كحالة” رأيه بأن منطقة الغوطة المتاخمة للعاصمة تستطيع خلط الاوراق  والضغط ليس على النظام فحسب، بل على حلفائه ايضا، واقل عمل ممكن هو استهداف دمشق يوميا بالهاون بشكل مكثف وهذا عمل سهل بالنسبة للثوار ويشكل ضغطا على النظام فما بالك بعمل عسكري .

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى - رنا الصالح
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ