السورية لحقوق الإنسان: مقتل 871 مدنياً الغوطة بعد شهر من هدنة مجلس الأمن 2401
السورية لحقوق الإنسان: مقتل 871 مدنياً الغوطة بعد شهر من هدنة مجلس الأمن 2401
● أخبار سورية ٢٥ مارس ٢٠١٨

السورية لحقوق الإنسان: مقتل 871 مدنياً الغوطة بعد شهر من هدنة مجلس الأمن 2401

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها اليوم، إنَّ 871 مدنياً بينهم 179 طفلاً قتلوا في الغوطة الشرقية في غضون شهر من صدور قرار مجلس الأمن رقم 2401.

وأوضح التَّقرير أنَّ صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401 في 24/ شباط/ 2018 لم يمنع وقوع أي نوع من الانتهاكات التي ارتكبها التَّحالف الروسي الإيراني السوري، التي شكَّل كثير منها جرائم ضدَّ الإنسانية وجرائم حرب، بل واستخدمت الأسلحة الكيميائية، وتشرَّد قسرياً عشرات آلاف الأشخاص من معظم بلدات ومدن الغوطة الشرقية بعد أن دُمِّرت بلدات ومناطق ومُسحت من الوجود بشكل شبه شامل.

استعرضَ التقرير أبرز الانتهاكات التي ارتكبتها قوات النظام السوري/ الروسي في منطقة الغوطة الشرقية عقبَ صدور قرار مجلس الأمن رقم 2401 مساء 24/ شباط/ 2018 حتى مساء 24/ آذار/ 2018، من عمليات قتل واستهداف للمراكز الحيوية المدنية واستخدام لأسلحة غير مشروعة.

ووثَّق التَّقرير قتلَ قوات النظام وحلفائه 871 مدنياً، بينهم 179 طفلاً، و123 سيدة، و4 إعلاميين و7 من الكوادر الطبية بينهم طبيب، و12 من كوادر الدفاع المدني. وارتكابها 34 مجزرة.

كما سجَّل تنفيذ القوات ذاتها ما لا يقل عن 19 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنيَّة، بينها 8 مركزاً وآلية للدفاع المدني، 4 منشأة طبية، 4 مسجداً، 2 سوقاً شعبياً.

وذكرَ التَّقرير أنَّ مروحيات النظام ألقت قرابة 732 برميلاً متفجراً في المدة التي يُغطيها، كما أشارَ إلى هجوم واحد بأسلحة كيميائية، و3 هجمات بأسلحة حارقة نفّذتها قوات النظام. إضافة إلى 3 هجمات بذخائر عنقودية على يد قوات النظام السوري/ الروسي.

ولفت التقرير أن ما نتجَ عن القصف العنيف الذي تعرضت له بلدات ومدن الغوطة الشرقية، من اجتياح لقوات الحلف البري السوري الإيراني التي سيطرت على قرابة 80% من مساحة الغوطة الشرقية المحاصرة في غضون 3 أسابيع بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي.

وذكرَ أنَّ هذا الاجتياح ترافقَ مع حركة نزوح داخلي كثيفة للأهالي إلى المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة فصائل في الثوار، وأضافَ التّقرير أنَّه مع استمرار القصف وتقلُّص تلك المناطق شرعَ الأهالي بالخروج إلى مخيم الوافدين الذي أعلن النظام عن فتحه في 27/ شباط بحسب التَّقرير.

وأضاف فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان: "فشل مجلس الأمن في تأمين أيَّة حماية إنسانية للمدنيين من القتل والتَّشريد القسري والتَّعذيب والإخفاء القسري، ومن تدفقِ اللاجئين بالملايين، كما فشل في تطبيق أي قرار اتخذه، وقامت روسيا العضو في مجلس الأمن بالتَّصويت لحماية حكم عائلة الأسد 11 مرة، كما قامت الصين بالتصويت 7 مرات لصالح عائلة الأسد، ولم تفعل بقية الدول الأعضاء شيئاً يُذكر لإيقاف الكارثة السورية، لقد أصبحت مهمة مجلس الأمن هي تهديد الأمن والسلم في سوريا".

أكَّد التَّقرير أنَّ قوات الحلف السوري الإيراني خرقت بشكل لا يقبل التَّشكيك قرار مجلس الأمن رقم 2401 القاضي بوقف الأعمال القتالية وما سبقه من قرارات 2139 و2254 القاضيَين بوقف الهجمات العشوائية، وأيضاً انتهكت عبر جريمة القتل العمد المادتين السابعة والثامنة من قانون روما الأساسي؛ ما يُشكل جرائم حرب.

كما أكَّد أن القانون الدولي الإنساني يحظر بشكل واضح التشريد القسري، مع استثناءات مشروطة، ويعتبر أي انتهاك لأحكامه في هذا الصَّدد يرقى إلى جريمة حرب، كما يحظره أيضاً النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، (المادتان 8-2-ب-7 و8-2-هـ-8 من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية).

وأشار التقرير إلى أنَّ التشريد القسري جريمة حرب في النزاعات المسلحة غير الدولية، وعندما يرتكب في إطار هجوم واسع النطاق أو ممنهج ضدَّ السكان المدنيين، فإنَّ النقل القسري للسكان يعتبر خرقاً خطيراً لاتفاقيات جنيف. ويمكن اعتبارها أيضاً جرائم ضدّ الإنسانية (المادة 7-1- د من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية)، إضافة إلى القواعد 129، 130، 131، 132، 133، من القانون الدولي الإنساني العرفي، ويُشكل ما قام به النظام السوري وحلفاؤه في الغوطة الشرقية في سياق هجوم منظَّم مدروس واسع النطاق عبر استراتيجيات مخطط لها، جريمة ضد الإنسانية، كما أنها ارتكبت في سياق نزاع مسلح داخلي، وتشكل جريمة حرب.

دعا التقرير مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات إضافية بعد صدور القرار رقم 2401 الذي نصَّ بشكل واضح على وقف العمليات القتالية وتيسير دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وطالبه بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بمن فيهم النظام الروسي بعد أن ثبت تورطه في ارتكاب جرائم حرب.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ