الجولاني: لم نوقع على أي اتفاقية لتسلم شرقي السكة ومستعدون للتصالح مع الجميع
الجولاني: لم نوقع على أي اتفاقية لتسلم شرقي السكة ومستعدون للتصالح مع الجميع
● أخبار سورية ١٦ يناير ٢٠١٨

الجولاني: لم نوقع على أي اتفاقية لتسلم شرقي السكة ومستعدون للتصالح مع الجميع

قال "أبو محمد الجولاني" القائد الهام لهيئة تحرير الشام، إن المرحلة الحالية من عمر الثورة السورية حرجة أعدتها المؤتمرات والمؤامرات، وأن الهيئة حذرت من محاولات اغتيال الثورة مرات ومرات وقاطعت ومنعت ذلك بالكلام والأفعال منعاً لجر الثورة لمستنقع التنازلات وبيعها في سوق التسويات التي تبعدها كل البعد عن الأهداف التي ينشدها السوريين وقاموا من أجلها.

وأضاف الجولاني في كلمة صوتية بثت له اليوم أن أخطر تلك المسارات كان مسار أستانة الذي رفضته الهيئة قولاً وعملاً، لافتاً إلى أن هذا المسار نجح في إسباغ الشرعية على المحتل الروسي واعتباره جزءاً من الحل السياسي وجعله الضامن لوقف إطلاق القصف في الجرائم التي يعاون النظام على ارتكابها.

وبين أن الروس والإيرانيون نجحوا في إرغام الكثير من الفصائل على تجميد الجبهات ترغيباً وترهيباً، وصل الأمر لشن حملات إعلامية على الهيئة أمام كل عمل عسكري قامت به وبات العمل العسكري ضد النظام جرماً يستهل البعض لكشف خطط المعركة، في الوقت الذي يستمر النظام في العمل العسكري مع حلفائه من الروس والإيرانيين.

وتابع الجولاني أن الأيام مضت ورضي كل من حضر المؤتمر منذ جولته الأولى إلى الثامنة بورقة اتفاق نصت على تقسيم منطقة الشمال إلى مناطق ذات نفوذ تركي وأخرى ذات نفوذ روسي وقد تم التخلي كلياً عن مناطق شرقي السكة واعتبارها خارج مناطق خفض التصعيد، الأمر الذي يمنح النظام وحلفائه حق الهجوم عليها واستردادها بأي وسيلة لأنها من حقه بحسب أستانة، ويمنع الفصائل المشاركة هناك من القتال والدفاع.

وأكد الجولاني أن هيئة تحرير الشام رفضت اتفاق التقسيم الموقع في أستانة وانها أبلغت بذلك الجانب التركي، كذلك الرفض التام لأستانة ونتائجها في الإعلام، لافتاً أنه وبحسب أستانة أن للنظام الحق في كل مايرتكبه من جرائم من قصف وقتل شرقي السكة، كونه لم يخرق اتفاق خفض التصعيد، وأنهم مرروا كلمة خفض التصعيد على البسطاء، والتي لاتعني بأي شكل من الأشكال وقف القتال، وإنهائه.

وأوضح الجولاني أن من وقع على اتفاق أستانة جمع ممكن حمل السلاح يوماً ليسمح بهذا التوقيع لأعداء الأمة أن يقصفوا ويقتلوا متى شاؤوا، وبغطاء قانوني واعتراف لهم بذلك، من قبل من أسبغ الشرعية على اتفاق استانة، مبيناً أن الهيئة والمدنيين دفعوا لقاء ذلك عشرات الشهداء، ومئات الجرحى ومئتي ألف نازح تركوا ديارهم، دفعوا ثمن طيش من وقع على اتفاق لا يملك من تنفيذه إلا القلم  الذي وقع به.

ولفت الجولاني في كلمته إلى أن مسار أستانة شمل كذلك إدخال نقاط مراقبة تركية تنتشر في الشمال المحرر في المنطقة "أ " بحسب الاتفاق، مؤكداً رفض الهيئة لهذا التدخل كونه لا يصب في مسلحة استمرار الجهاد الشامي، بل يضعف الروح الثورية والقتالية لدى الفصائل وكونه لا يحمل ضمانات أن لا تسلم المنطقة لاحقاً للنظام بناء على اتفاقيات جديدة.

وذكر الجولاني أن الهيئة تمكنت من التوصل لصيغة تجنب المدنيين حرباً لا تصب في صالحهم، الأمر الذي امتعض منه النظام وروسيا اللذين يعولان على الصدام مع الأتراك، مادعاهم للجوء لخطة بعد فشل مسعاهم من خلال السماح في أول تشرين الأول لمجموعات من عناصر تنظيم الدولة بسلاحهم وعتادهم إلى ريف حماة الشرقي لتكون معركة جديدة تصدت لها هيئة تحرير الشام في قتال قوات النظام وجماعة الدولة دفعاً عن الشمال المحرر.

وأردف الجولاني أن عناصر تنظيم الدولة كانوا بمثابة رديف للنظام في هجمته وسبباً مباشراً لسقوط تلك المناطق، وقبل أن تكسر هيئة تحرير الشام شوكتهم أزرهم النظام مرة أخرى بحملته العسكرية على جبهات ريف حماة الشرقي وبتغطية الطيران الروسي، لافتاً إلى أن المعركة مستمرة منذ ثلاثة أشهر بين كر وفر دافعت الهيئة عن المناطق بكل ما استطاعت وانسحبت من أخرى تبعاً للتكتيكات العسكرية.

وقال الجولاني إن مئة يوم مرت والهيئة تخوض معركة من أشد المعارك تكبد فيها النظام خسائر فادحة بلغة قرابة ألف قتيل ودمرت عشرات الأليات والمجنزرات، كما أسقطت طائرتين للسلاح الجوي، ترافق ذلك مع تكتيم إعلامي ورضا إقليمي مؤكد أن محاولات النظام والسيطرة على شرقي السكة مما تم الاتفاق عليه، وأن تبيان ما سبق هو جزء من حق الشعب الصابر ليعلم الجميع الحقيقة ويتحمل كلاً مسؤولياته.

وأضاف أن المعركة الأخيرة أثبتت أن هناك خطوطاً جغرافية حمراء تمنع بعض الفصائل من تجاوز خطوط الاتفاق، وأن الهيئة تحملت مع من أسماهم الصادقين من بعض الفصائل التي رفضت الاتفاق، داعياً الفصائل جميعاً للوقف صفاً واحداً في الميدان، مبدياً الاستعداد لتسوية كل الأمور في الداخل بعيداً عن المشاريع والأجندات الداخلية، والاستعداد لكل ما يصب في مصلحة الساحة الشامية.

وأكد الجولاني أن هيئة تحرير الشام لم تشارك أو توقع على أي مؤتمر من المؤتمرات وترى أنها لاتصب في مصلحة أهل الشام، وأنها ستعمل بكافة الوسائل الشرعية الممكنة لحماية المدنيين حتى إسقاط النظام، معتبراً أن هيئة تحرير الشام جزء من ثورة أهل الشام وأنها لن تكون عائقاً في وجه مصالح أهل الشام، مبيداً استعدادها للتصالح مع الجميع وفتح صفحة جديدة عبر مصالحة شاملة تبدأ بجلسات الصلح وتنفيذ الاتفاقات والتعهدات.

وأشار الجولاني إلى أن الهيئة تعمل بكل ما أمكنت على كسر قيد الأسرى بما تملك من أوراق عسكرية وسياسية، مبيناً أن للمهجرين والمشردين حق عليها أن تعيدهم إلى ديارهم، موجها كلمته لمقاتلي هيئة تحرير الشام محيياً ماقدموه من تضحيات ومشيداً بما تقدمه الفصائل في الغوطة الشرقية من انتصارات.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ