"الأسد" يعيد تكرار تجربة "السفر برلك" مع الشباب السوري
"الأسد" يعيد تكرار تجربة "السفر برلك" مع الشباب السوري
● أخبار سورية ١٨ يناير ٢٠١٥

"الأسد" يعيد تكرار تجربة "السفر برلك" مع الشباب السوري

يعاني نظام الأسد من إرباكٍ في صفوف جيشه ما دفعه لإصدار عدة قرارات مؤخراً لتعزيز قواته بالتزامن مع شن الأخيرة لحملات مداهمة في شتى أرجاء المناطق السورية الخاضعة لسيطرته بغية إلقاء القبض على الشبان الفارين من أداء الخدمة الإلزامية، بل وتنتشر في الأفق إشاعة يقول مروّجوها بأنها ستطبق حول "نفير عام" يسعى النظام لجعله أمراً واقعاً في القريب العاجل، هذا وذاك ما هو إلا صورة تعيد للأذهان الأحداث التي رافقت حملة "السفر برلك" العسكرية التي قامت بها الدولة العثمانية ضد القوات البريطانية في مصر أثناء الحرب العالمية الأولى، فسحب الشبان أيام ذاك لا يختلف عن سحبهم اليوم.

قرارات منع :

وللحصول على أكثر كم من الشبان أصدرت حكومة النظام مؤخراً قراراً، منعت بموجبه الشبان من مواليد 1986 وحتى 1992 من الحصول على جواز للسفر، كما منعتهم أيضاً من السفر خارج الحدود السورية، وهذا ما أكده أحد شبان مدينة حلب من مواليد 1990، حيث رفضت إدارة الهجرة والجوازات في المحافظة طلبه بالحصول على جواز للسفر.

كما أفادت مصادر إعلامية وناشطون أن حكومة النظام أصدرت تعميماً يقضي بضم الشبان من مواليد 1977 وحتى 1990 إلى صفوف الاحتياط المدينة لديها، مضيفة أن التعميم ضم لائحةً بأسماءِ أكثرَ من 35 ألف شابٍ، وأن القائمةً احتوت الشبان من مواليد 1977 وحتى 1986 باختصاصاتٍ محددة، في حين ضمت أسماءَ الشبان من مواليد 1987 حتى 1990 بكافةِ الاختصاصات.

وأوردت صفحات إعلامية أن مصدرٌ في ﺷﻌﺒﺔِ ﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺪِ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔِ بالعاصمة دمشق كشفَ لأحدِ الناشطين أن ﺃﻛﺜﺮَ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕِ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔِ، هي ﺍﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔُ ﻭﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉُ ﺍﻟﺠﻮﻱ.

مذكرات استدعاء:

هذا وأضاف شاب هارب من مدينة حلب، أن عناصر النظام باتوا يجوبون شوارع المدينة حاملين مذكرات استدعاء لصفوف الاحتياط، وأن من يرفض استلام تلك المذكرة يلاقي غضب قوات الأسد وبطشهم، مشيراً إلى أن عدد كبير من الشبان غادروا المدينة أو اختبؤوا مبتعدين عن أنظار مخبري النظام.

كما أفادت شبكاتٌ إعلامية أيضاً أن اللوائحَ وزعت على حواجزِ النظام، المنتشرة في المناطقِ الخاضعةِ له، وأن عناصرَه يعتقلون الشبان خلال مرورهم على الحواجزِ ويقتادونهم إلى فروع الأمن، ليتم في وقتٍ لاحقٍ فرزهم إلى مناطق خدمتهم ما يعتبر انتهاكاً بحقهم بحسب ما قالته لنا الحقوقية "كفاح زعتري"، مشيرة إلى أي عملية اعتقال تعسفي أو أيّ اعتقال بدون سبب هي حالة انتهاك لحقوق الإنسان، وأضافت إلى أن هذا الأمر ليس بالغريب عن النظام فهو لا يكترث لشأن السوريين أو لأمر سوريا كدولة.

حزبِ الاتحاد الديمقراطي الكردي يشارك أيضاً :

وفي نفس السياق، شنت ميليشيا حزبِ الاتحاد الديمقراطي الكردي، الداعمةً للنظام قبل مدة حملة في محافظة الحسكة على خلفية جهودها لفرضِ التجنيدِ الإجباري في المحافظة.

وقال الناطقُ باسم اتحاد شبابِ الحسكة، أبو عمر، أن ميليشيا حزبِ، قامت باعتقال أكثر من 1000 شاب تروحت أعمارهم بين 18 سنة وحتى 30 سنة في مدينة القامشلي وحدها، وأن عناصر الميليشيا اقتادوا الشبان إلى المدارس، حيث قاموا بتحويل مدارس المدينة بشكل أساسي إلى مراكز اعتقال.

وتابع أبو عمر قائلاً أن بعض الشبان أفرجت عنهم ميليشيا الحزب بعد وساطات من قبل وجهاء في المدينة، وأن هؤلاء الشبان سحبت منهم أوراقهم الثبوتية بهدف منعهم من مغادرة البلاد.

أسباب الحملة :

بعيداً عن ممارسات النظام وميلشياته الداعمة، وفي الأمور المسببة لهذه الحملة، رأت الحقوقية "كفاح" أن حملة النظام هذه، جاءت على خلفية عزوف الشبان عن أداء الخدمة الإلزامية بالإضافة إلى مغادرة عدد كبير منهم البلاد، بالتزامن مع مقتل العديد من عناصر قوات النظام خلال معاركها مع قوات المعارضة السورية، مشيرة إلى أن عودة الميلشيات العراقية إلى بلادها لمواجهة مقاتلي تنظيم الدولة هناك أمرٌ يضاف إلى قائمة مسببات الحملة.

وعلى الصعيد الإنساني المدني تكاد محافظات سورية الخاضعة لسيطرة النظام تفرغ من شبانها ويبدو ذلك جليّاً في الشوارع وعلى أفران الخبز، حيث بات الجميع يخاف الالتحاق الإجباري لخدمة علم النظام وأعوانه، الاحتياط وإشاعة النفير العام دفعا الكثير من الشبان إلى السفر بطرق غير شرعية خارج البلاد أو السكن في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام والمعرضة للقصف المستمر من قبله.

العودة للجيش الحر :

وفي ذات الصدد، ولكن في الجانب الآخر، كشف الدكتور عمران شحرور، رئيس حزب العدالة والتنمية السوري، خلال حديثي معه، عن تصرفات النظام الأخيرة، أنه طالب الائتلاف المعارض بإيجاد قرار ضمن خططه للعمل داخل الأراضي السورية بضم الشبان في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية وفي مخيمات اللجوء بدول الجوار إلى صفوف الجيش السوري الحر.

وتابع قائلاً: " لو كان الأمر بيدي لما أبقيت شاباً سوريا في دول الجوار ومخيماتها إلا وألحقته في صفوف الجيش الحر، لان الشبان وحدهم القادرين على تحرير البلاد من النظام وأعوانه".

 

المصدر: شبكة شام الكاتب: بيبرس محمد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ