"اعتصام النيرب" بين المطالب الشعبية المحقة وأطماع "تحرير الشام" .. (تحليل)
"اعتصام النيرب" بين المطالب الشعبية المحقة وأطماع "تحرير الشام" .. (تحليل)
● أخبار سورية ٢٠ مارس ٢٠٢٠

"اعتصام النيرب" بين المطالب الشعبية المحقة وأطماع "تحرير الشام" .. (تحليل)

يسود جدل واسع شمال غرب سوريا، بين الأوساط الإعلامية والفعاليات الثورية، حول ماهية أهداف الاعتصام الشعبي على الطريق الدولي "أم 4" في منطقة النيرب، الرافض لعبور الدوريات الروسية ظاهرياً، وبين من تصدر الاعتصام الشعبي لتحقيق أجنداته ولو على حساب عذابات المدنيين ومناطقهم.

ومنذ اليوم الأول لبدء الاعتصام، رفع المشاركون شعارات واضحة ترفض مرور الدوريات الروسية التركية التي كان من المفترض مرورها في 15 أذار الجاري، وفق الاتفاق الروسي التركي لوقف النار شمال غرب سوريا، وهذا ما أثار جدلاً بين من يؤيد هذا الأجراء ومن يرفضه.

ففي الطرف الأول، يرى هؤلاء أن الاعتصام الجماهيري مطلب حق ومشروع للمدنيين شمال غرب سوريا، المبعدين عن أراضيهم وديارهم التي أجبروا تحت حمم الصواريخ على الخروج منها قبل سيطرة روسيا والنظام، وبالتالي يرفضون أي ترسيم للحدود لايعيد لهم مناطقهم على أقل تقدير ضمن منطقة اتفاق سوتشي.

وبرأيهم فإن تسيير الدوريات الروسية التركية على الطريق "أم 4" دون الحديث عن مصير المنطقة الواقعة جنوب الطريق تشمل أريحا وجبل الزاوية وسهل الغاب، كذلك دون الحديث عن مصير الطريق "أم 5" ومناطق سراقب ومعرة النعمان وكفرنبل وريف حلب، أمر مرفوض بالنسبة لهم.

ويعتبرون أن الاعتصام من شأنه أن يحقق ضغط على الطرفين الراعين للاتفاق، وتسجيل موقف على أقل تقدير، ومحاولة لمنع ترسيم الحدود على الوضع الراهن، منعاً لتسليم أي مناطق جديدة لروسيا والنظام ممن تحدثوا علانية عن أن تطبيق الاتفاق يتيح لهم السيطرة على جسر الشغور وأريحا والمناطق الواقعة جنوب الطريق الدولي.

في الطرف المقابل، ممن يعتبر أن الاعتصام حق مشروع ولكن مأخذهم عليه أن فيه إضعاف للدور التركي الساعي لتطبيق وقف النار، والحفاظ على مابقي من مناطق محررة، كون استعادة من سيطرت عليه النظام وروسيا لن يكون بالأمر السهل، وسيكون عودة التصعيد أثر كارثي على المناطق المحررة وقاطنيها.

ويرى هؤلاء أن الاعتصام بدأ بمطالب محقة وتوافق شعبي، إلا أن تصدر أتباع "هيئة تحرير الشام" وحكومتها "الإنقاذ" الواضح في قيادة الاعتصام وتوجيه أنصارهم للتوجه للطريق الدولي، موضع شك كبير عن ماهية أهداف الهيئة من وراء هذا الفعل وهدفها منه، وما شابه من تسجيلات مصورة لحفر الطريق والتوعد والتهديد للدوريات، التقطها الإعلام الروسي واستغلها لتأكيد روايته في وجود تنظيمات إرهابية بالمنطقة.

ويعتبر الطرف الثاني، أن مطالب الهيئة لاتتوافق مع مطالب الفعاليات الشعبية، فلو أرادت الهيئة تعطيل الاتفاق لما التزمت به أساساً، ولو أرادت منع ترسيم الحدود واستعادة ماسيطر عليه النظام وروسيا لما أوقفت المعارك وتركت مناطق استراتيجية كبيرة تسقط دون قتال، يتحمل ذلك باقي الفصائل، وهذا برأيهم ملف كبير فيه الكثير من التساؤلات حول المعارك التي شهدتها المنطقة قبل شهر.

وينظر الطرف هذا إلى أن تصدر أتباع الهيئة وحكومة الإنقاذ للحراك الشعبي والاعتصام، يثير مخاوفهم، مقتنعين بأن الهيئة ستفض الاعتصام في الوقت الذي تريد في حال تحققت مطالب من يفاوض منها على حصتها من المعابر التي من الممكن أن تكون ضمن الحد الفاصل بين مناطق النظام والمحررة، وبالتالي تحقيق أجندات خاصة لا عامة وعدم تلبية مطالب الفعاليات الشعبية.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ