استخراج الوقود يقابله الأمراض المستعصية .. “المحارق” تختلف أشكالها في المناطق المحاصرة وتتفاوت أسعار منتجاتها
استخراج الوقود يقابله الأمراض المستعصية .. “المحارق” تختلف أشكالها في المناطق المحاصرة وتتفاوت أسعار منتجاتها
● أخبار سورية ١٦ نوفمبر ٢٠١٦

استخراج الوقود يقابله الأمراض المستعصية .. “المحارق” تختلف أشكالها في المناطق المحاصرة وتتفاوت أسعار منتجاتها

المحرقة , طريقة جديدة ابتكرها المحاصرون في أغلب المناطق المحاصرة من قبل قوات النظام و حلفائه , ليتمكنوا من تأمين حاجتهم من المازوت و البنزين دون اللجوء الى قوات النظام للحصول عليه بطريقة ابتزازية و بأسعار جنونية، و لكن في الوقت ذاته تتحول هذه المحارق إلى مصادر للأمراض كالتهاب القصابات وصولاً إلى السرطان.

يختلف باختلاف المناطق

يختلف شكل المحرقة و المواد المستخدمة فيها من منطقة الى أخرى تبعاً للمواد الأساسية المستخدمة في عمليات التحويل، ففي الشرق الى دير الزور يتم توصيل عدة براميل ببعضها البعض عن طريق حدادتها بشكل محكم , و يتم خروج أنبوب منها يصب في برميل أخر , يتم وضع النفط الخام داخل تلك البراميل ليشعل نار من أسفلها , لتساهم في عزل مشتقات النفض عن بعضها , البنزين يتطاير أولاً عبر الأنبوب الموصل الى برميل أخر غير معرض للنار أما عن المازوت الأسود فيبقى في قعر تلك البراميل و يكرر عدة مرات ليصبح صالح للاستخدام , في حمص و الغوطتين و مدينة الزبداني و بلدة مضايا نفس طريقة التصميم لكن بدلاً من استخدام النفط الخام يتم استخدام البلاستيك .

١٢٤ اصابة بالسرطان في دير الزور

رامي العساف ناشط اعلامي و عضو في مركز توثيق الانتهاكات في مدينة دير الزور قال : " في مدينة دير الزور يوجد مئات المحارق , تعمل جميعها لحساب تنظيم الدولة المسيطر على المدينة , يقوم عناصر التنظيم ببيع مشتقات النفط للمحاصرين بأسعار باهظة جداً مقارنةً بكميات النفط الموجودة داخل المدينة , يصل ثمن البرميل الواحد من المازوت الى أكثر من 420 ألف ليرة سورية , أما عن تنكة البنزين فيصل ثمنها الى اكثر  من 60 ألف ليرة سورية "
بحسب العساف : " ان الغازات المنبعثة عن تلك المحارق , تسببت بإصابة اكثر من 124 شخص بسرطان الرئة , حتى تاريخ 01/07/2014 تاريخ خروج اعضاء المجلس المحلي من المدينة و منذ ذلك التاريخ حتى اليوم تم توثيق إصابة اكثر من 1350 شخص بهذا المرض , و ألاف المصابين بالتهاب القصبات الحاد "

البلاسيتك أساس العملية في “الوعر”

في حي الوعر الحمصي يوجد محارق مماثلة لتلك الموجودة شرقاً لكن يتم استخدام البلاستيك لتشغيلها و للحصول على المازوت و البنزين , تُباع تلك المواد بأسعار مرتفعة جداً حيث يصل ثمن اللتر الواحد من البنزين الى اكثر من 5 آلاف ليرة سورية , اما عن المازوت فيصل ثمنه الى 6 آلاف ليرة للتر الواحد , تسببت الغازات المنبعثة عن تلك المحارق في الحي الى أصابات ما لا يقل عن 100 شخص بالتهاب قصبات حاد , و اكثر من 50 شخص بالربو بحسب الناشط الاعلامي ابو الوليد الحمصي .

مضايا وجنون الأسعار

في مضايا و الزبداني المحارق مشابهة لمحارق حي الوعر لكن الأسعار مرتفعة بشكل جنوني حيث يصل ثمن اللتر الواحد من البنزين الصناعي الى أكثر من 7 آلاف ليرة سورية , و المازوت الى اكثر من 11 آلف ليرة سورية و لا تباع بكميات كبيرة , تم الكشف مؤخراً عن حالتي سرطان رئة و أكثر من 80 حالة ألتهاب قصبات حاد و فق ما صرح به الدكتور محمد درويش عضو ضمن الهيئة الطبية في بلدة مضايا .


على مدار الثلاثة اعوام الاخيرة من فرض النظام لحصاره على عدد كبير من المدن و الاحياء في سوريا تمكن المحاصرون من التغلب على كثيرِ من المصاعب و العقبات التي واجهتهم رغم الإمكانيات المتواضعة بين أيديهم , يرى كثيرون ان مثل هذه الاجتهادات زادت من نقمة المُحاصر و جعلتهُ يجور و يشدد من حصاره أضعافاً .                       

المصدر: شبكة شام الكاتب: عبد الوهاب أحمد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ