أبرز خمس اتفاقيات تغيير ديمغرافي في سوريا برعاية روسية إيرانية
لم تعد سوريا كما كانت عليه قبل آذار 2011، بل إن تغييرًا في نسيجها الاجتماعي جعل من أهالي الجنوب نازحي الخيام في الشمال، في واقع فرضته أجندات دول حليفة لنظام الأسد.
منذ أن طرق الإيرانيون أبواب حمص، في مشروع تفريغ مدينة القصير من سكانها قبل أربعة أعوام، حذر ناشطو الثورة من مشاريع مشابهة تسلب آلاف السوريين بيوتهم وأراضيهم، وهو ما تكرر في الآونة الأخيرة.
من الطابو الأخضر إلى الباص الأخضر، جملة قالتها ستينية معمرة في الوعر الحمصي، وهي توضب خيمتها في جرابلس، وهو حال ألوف المهجرين قسرًا من ديارهم.
وتستعرض شبكة “شام” الاخبارية في هذا الملف، أبرز خمس اتفاقيات تغيير ديمغرافي في سوريا، قام بها نظام الأسد بإشراف ورعاية الروس والإيرانيين.
اتفاق تهجير حمص القديمة أيار 2014
في آيار عام 2014، أبرمت أول اتفاقية عرفت بـ "هدنة حمص"، بإشراف إيران والأمم المتحدة لخروج الثوار وأهاليهم من مدينة حمص القديمة، التي تسكنها اغلبية سنية، إلى ريف حمص الشمالي.
كما نص الاتفاق على انسحاب المقاتلين مع أسلحتهم الفردية، مقابل إفراج الثوار عن 70 أسيراً بينهم إيرانيون، والسماح بإدخال الإمدادات الغذائية إلى بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين في ريف حلب.
وغادر المدينة وفق الاتفاق، نحو 3000 شخص أغلبهم من المدنيين، تم نقلهم عبر حافلات إلى الريف الشمالي، كما شملت الإتفاقية إخراج الجرحى في سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر السوري.
تسويات ريف دمشق أواخر 2016
داريا
في 27 آب/ 2016، بدأ التهجيرالقسري في مدينة داريا بعد توصل ممثلي الثوار إلى اتفاق مع نظام الأسد، إلى إفراغ المدينة كلياً من عسكريين ومدنيين وتسليمها لقوات الأسد.
تم خروج نحو 8000 شخصاً بينهم 700 مقاتل، حيث سمح النظام بإجلاء مقاتلي داريا وعائلاتهم إلى محافظة إدلب في الشمال السوري، فيما نُقل المدنيون إلى مراكز إيواء في ريف دمشق لتسوية أوضاعهم.
قدسيا والهامة
في 13 تشرين الأول/ 2016 انضمت بلدتي قدسيا والهامة إلى قائمة التهجير القسري، جاء ذلك بعد تصعيد عسكري عنيف من قبل قوات النظام وميليشياته، مع محاصرة البلدتين وقطع الخدمات عنهما، ما دفع الأهالي بالخروج إلى الشوارع ومطالبة الثوار بإنجاز اتفاق التسوية.
حيث تم إجلاء أكثر من 2000 شخص، في 22 حافلة إلى مدينة إدلب في الشمال السوري، من بينهم أكثر من 300 مقاتل.
معضمية الشام
وفي 19 تشرين الأول/ 2016، كانت عملية التهجيرمن نصيب أهالي معضمية الشام وثوارها، حيث م تضمن الاتفاق عودة "مؤسسات الدولة" إلى المدينة، عدا فروع الأجهزة الأمنية، وتأسيس مخفر مشترك بين النظام وأهالي المعضمية.
أخلي آنذاك ما يقدر بـ3000 شخص مابين مدنيين ومقاتلين.
خان الشيح
في أوائل كانون الأول/ 2016، خرجت الدفعة الثانية من خان الشيح، وبلغ عدد المهجّرين في الدفعة الثانية 3000 شخصاً، تم نقلهم عبر 69 حافلة، ترافقها 12 سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر.
أما الدفعة الأولى خرجت باتجاه إدلب، 29 تشرين الثاني، في موكب واحد ضم 29 حافلة كان يقل 2500 شخص بين مدنيين ومقاتلين.
التل
في 2 كانون الأول/ 2016، كان دور مدينة التل (مدينة المليون نازح)، لإجلاء 2000 شخص بينهم 500 مقاتل، وعدد من المطلوبين للخدمة العسكرية، على أن يتم تشكيل لجنة من 200 شاب من أبناء المدينة، يسلّحهم النظام لحماية المدينة.
وادي بردى
في 29 كانون الثاني/2017، بدأت عملية تهجير وادي بردى، جاء ذلك بعد حصار طويل وقصف عنيف دام 40 يوماً، حيث تم تهجير 2100 شخص من مقاتلي ومدنيي بردى إلى إدلب بينهم 700 مقاتل.
عملية التهجير إلى محافظة إدلب انتهت بخروج من لا يقبلون بالبقاء تحت سلطة النظام، لكن ضمن بنود فرضت على النظام وينبغي عليه تنفيذها أبرزها تعهد قوات النظام بعدم الدخول إلى منازل أهالي وادي بردى الذين قرروا البقاء، وعدم ملاحقة المطلوبين للأفرع الأمنية.
اتفاق تهجير حلب الشرقية أواخر2016
في 16 كانون الأول/ 2016، تم التوقيع على اتفاق يقضي بتهجير أهالي أحياء حلب الشرقية باتجاه الريف الغربي ومحافظة إدلب، كان ذلك بعد أن تمكن النظام من السيطرة على معظم أحياء حلب الشرقية.
تعرضت عملية خروج الدفعات أكثر من مرة لعرقلة من قبل الميليشيات الإيرانية، التي حاولت فرض شروط جديدة لاتفاق التهجير، عبر المطالبة بالسماح بخروج جرحى من بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين بريف إدلب، و تمت الموافقة على ذلك، تم استكمال عملية تهجير أهل حلب، حتى تم إنهاؤها بالكامل.
اتفاق تهجير الوعر آذار 2017
13آذار/ 2017، برعاية روسية وقع الثوار ونظام الأسد اتفاقاً حول حي الوعر بمدينة حمص، يقضي بخروج المقاتلين والمدنيين منه، لتصبح حمص المدينة خالية تماماً من الثوار.
الاتفاق تضمن 5 بنود أساسية هي:
*خروج الدفعة الأولى من المقاتلين خلال (سبعة أيام) من تاريخ توقيع الاتفاق وبعدد (1500) شخص على أن يكون بينهم من (400-500) مقاتل.
* تستمر عمليات خروج الدفعات بشكل أسبوعي وبنفس العدد حتى انتهاء الاتفاق.
* تتحمل قوات الأسد والقوات الروسية المسؤولية الكاملة عن سلامة الخارجين من الحي.
* تنظيم عملية الخروج إلى إحدى المناطق التالية: (جرابلس – ادلب – ريف حمص الشمالي).
*يتم تشكيل لجنة عامة مؤلفة من ممثلي (لجنة حي الوعر – اللجنة الأمنية بحمص – الجانب الروسي) تتولى الإشراف على تطبيق الاتفاق ومعالجة الخروقات.
تم وصول أربع دفعات بسلام وفق الأتفاق، أما الدفعة الخامسة تم تأجيلها للمرة الثانية على التوالي على أن يبدأ إخلاء المهجرين غدًا الاثنين 17 نيسان.
من المقرر خروج الدفعة إلى مدينة جرابلس، شمال حلب، السبت الماضي، إلا أن لجنة التفاوض أجلت الاتفاق لأسباب لوجستية.
اتفاق تهجير المدن الخمسة نيسان 2017
في 11 نيسان/ 2017، توصل مندوبون عن "هيئة تحرير الشام" و"أحرار الشام" من جهة، وممثلون عن إيران من جهة أخرة، لاتفاق يقضي بتفريغ بلدة مضايا ومدينة الزبداني في ريف دمشق، من مقاتليها ومن يود الخروج من سكانها، مقابل تفريغ بلدتي كفريا والفوعة المواليتين بريف إدلب الشمالي، فيما عرف بـ "اتفاق الخمسة الأربع" ، بعد انضمام مخيم اليرموك في جنوب دمشق إلى الاتفاق.
وخرج في 15 نيسان، 2300 شخص من مضايا باتجاه إدلب، و5200 شخص من كفريا والفوعة باتجاه حلب، على أن تستكمل العملية في الأيام المقبلة.
وتنص الاتفاقية أيضًا على إخلاء سبيل 1500 معتقلة لدى نظام الأسد، وخروج مقاتلي "هيئة تحرير الشام" من مخيم اليرموك جنوب دمشق.
لعبت روسيا وإيران أدوارًا رئيسية في عمليات التهجير سابقة الذكر، الأمر الذي قابله تحذيرات من ناشطين سوريين، من أن التغيير الديمغرافي الحاصل في بنية المجتمع السوري، قد يعقبه تفتيت للجسد السوري الواحد، من خلال مشاريع تقسيم أو فيدرالية، تحددها الطائفة أو القومية.