من التهريب لصفقة الراهبات وتسليم جرود القلمون وصولاً لاستثمارات إدلب .. ماذا تعرف عن "أبو مالك التلي"
من التهريب لصفقة الراهبات وتسليم جرود القلمون وصولاً لاستثمارات إدلب .. ماذا تعرف عن "أبو مالك التلي"
● أخبار سورية ٨ أبريل ٢٠٢٠

من التهريب لصفقة الراهبات وتسليم جرود القلمون وصولاً لاستثمارات إدلب .. ماذا تعرف عن "أبو مالك التلي"

سلط الإعلان المفاجئ للقيادي البارز في هيئة تحرير الشام "أبو مالك التلي" انشقاقه عن الهيئة، الضوء على مسيرته الحافلة بالأخبار والغموض، وثروته الكبيرة التي جمعها خلال السنوات الماضية، والقرارات التي اتخذها لاسيما خلال وجوده في منطقة القلمون كأمير لـ "جبهة النصرة".

و"أبو مالك التلي" هو جمال زينية، من بلدة تل منين في ريف دمشق، عمل مبكراً في توزيع الخضر والفواكه، وسائق شاحنة بين سوريا والمملكة العربية السعودية، كما عمل في التهريب بين سوريا وبريتال اللبنانية في البقاع، قبل أن يعتقله النظام، حيث حكم عليه 20 عاماً، قبل أن يفرج عنه النظام مع بداية الحراك الشعبي السوري 2011، بعفو رئاسي بعدما أمضى ٧ سنوات من محكوميته.

ولمع اسم "التلي" بشكل كبير بعد الأحداث في بلدة عرسال اللبنانية وجرود القلمون القريبة، حيث قاتل مع الفصائل العاملة في المنطقة، وشارك في عدة معارك منها مستودعات مهين والقصير، قبل أن يقتل أمير "جبهة النصرة" المعروف باسم "أبو البراء" ليتم تعيين "التلي" أميراً للجبهة في المنطقة.

ومع اتفاقية تسليم جرود القلمون بموجب صفقة كبيرة أبرمت مع "حزب الله" اللبناني والنظام، طال التلي اتهامات كبيرة لاسيما بعد أحداث عرسال، عن تلقيه أموال كبيرة بملايين الدولارات، والتي حملها معه إلى الشمال السوري بموجب اتفاق الخروج من المنطقة.

وتعود الأموال إلى صفقات عقدها لإطلاق مخطوفين، منهم راهبات معلولا وعسكريون لبنانيون، إضافة لمبلغ 30 مليون دولار استلمها من صفقة إخلاء الجرود.

هذه الأموال بدأت تظهر فعلياً من خلال المشاريع التي بدأ "التلي" ينشئها في مناطق شمال غرب سوريا "ريف إدلب تحديداً" من خلال استثمارات كبيرة في مجال المطاعم وصرف العملات وعدة مشاريع أخرى، بقيمة آلاف الدولارات.

ولاقى "التلي" في إدلب مكانة مرموقة إلى جانب "الجولاني" أمير هيئة تحرير الشام، ورغم الصراع بين التلي وقيادات أخرى أفضت لمقتل ابنه "عروة" بعملية اغتيال منظمة، إلا أن التلي عمل على التغلغل أكثر ضمن الهيئة وبات أحد أعضاء مجلس الشورى.

ويشتهر "التلي" بأسلوبه الخطابي الديني، فله عدة خطابات منها وجهها لتنظيم داعش في 2015، خلال رسالة شديدة اللهجة، داعياً عناصر التنظيم في القلمون إلى ترك التنظيم، الذي أجمع على خارجيته و عمالته جميع علماء الدين .

وقال أبو مالك في تسجيل صوتي حينها، إن التنظيم "أبعد ما يكونوا عن هدي النبي" و أن "الخلافة منهم براء " و "بالغوا في قتل المسلمين و استباحوا دمائهم و أموالهم ، و تكفير من خالفهم "،

كذلك، كلمته التي توّعد فيها حزب الله و كل من سانده ، بأن "لن نغمد سيوفنا حتى نحكم شرع ربنا وننتقم لأعراضنا و الموعد بيننا ساحات الوغى و القتال "، في كلمة صوتية بعنوان "إن النصر مع الصبر" مدتها 19 دقيقة، مطالباً إياهم يالاستمرار بالقتال حتى زوال "الطغاة" ، وخص النساء اللاتي تهجرن و قتل أبنائهن بغير حق فأكد أنه لن نخذلكم مادام فينا عرق نبض" .

و استعرض التلي الأدلة الشرعية من القرآن و السنة النبوية حول أهمية الصبر و التقوى في المعارك ليتحقق النصر، وقال للمرابطين في كل مكان و خصوصاً جرود القلمون و الزبداني ووادي بردى و ثرى الشام ، أن يكونوا فرسان في الليل و عدم وضع السلاح حتى تطهير الشام من "الرافضة و المعتدين" .

وكان ظهر التلي في تشرين الأول من العام قبل الماضي، بفيديو نشرته مؤسسة "بلاغ" مع أمير فصيل "جنود الشام"، مسلم الشيشاني، وعناصر شيشان آخرين. في منطقة جبلية بريف اللاذقية، تحدث فيه عن المهاجرين وعملهم، وقال إن "المهاجرين الصادقين في أرض الشام لن يتركوا الأرض حتى يبذلوا ما بوسعهم إرضاء لله وفي سبيله".

ويعرف عن "التلي" إلى جانب عدد من الشرعيين المنشقين مؤخراً عن "هيئة تحرير الشام" رفضه لسياسة التحول التي يقوم بها "الجولاني" لأجل بقاء الكيان والمشروع، ويعرف عنه رفضه لدخول القوات التركية إلى إدلب، ويقف ورائه عدد من الشرعيين أمثال "أبو اليقظان المصري" و "أبو الفتح الفرغلي" وأخرون.

ولهيئة تحرير الشام تاريخ حافل في التخلي عن الشخصيات التي تستثمرها لفترات معينة، ثم تدفعها عبر التهديد أو الضغط للاستقالة أو الخروج منها بأساليب ووسائل عدة، ضمن عملية تنظيف للبيت الداخلي للشخصيات التي تتصدر المشهد وتغدوا عبء عليها لاحقاً، ليصار إلى محاربتهم وإضافتهم لقائمة أعدائها إلى جانب الأهالي وفصائل الثوار.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ