روبرت فيسك: "اقتصاد دولة منهار" يمثل التحدي الأكبر للهيمنة الروسية في سوريا
روبرت فيسك: "اقتصاد دولة منهار" يمثل التحدي الأكبر للهيمنة الروسية في سوريا
● أخبار سورية ١٧ أبريل ٢٠٢٠

روبرت فيسك: "اقتصاد دولة منهار" يمثل التحدي الأكبر للهيمنة الروسية في سوريا

نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، مقالا للكاتب الصحفي روبرت فيسك، اعتبر فيه أن التحدي الأكبر الذي يواجه الهيمنة الروسية في سوريا يتمثل في اقتصاد دولة منهار .

وقال فيسك في مقاله الذي حمل عنوان "روسيا ستواجه أكبر امتحان لها في سوريا"، وترجمته "عربي21"، إن الروس - وكما يقال- بدأوا يخسرون المعركة في ليبيا، وكذا صديقها الليبي- الأمريكي، وصديق واشنطن خليفة حفتر، الذي خسر العديد من المدن غرب ليبيا لصالح حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.

ويرى أن ليبيا غدت اليوم حسب رأيه مثل سوريا والحرب الأهلية في لبنان من قبل، ساحة لـ "قادة العصابات الكبار" فالسعوديون والإماراتيون والمصريون يدعمون حفتر، الذي جذبتهم مواقفه المعادية للإسلاميين، إلى جانب موسكو التي فتحت بدورها ذراعيها له".

وتناول فيسك في مقاله ملف الاقتصاد السوري المنهار، وأشار إلى أن الحصة المتبقية لروسيا في الشرق الاوسط هي سوريا، وعليه ما تزال تعمل على تقوية نظام الأسد، وعينها على مأساة الاقتصاد.

وقال إن الشعب السوري "أصبح فقيرا بدرجة قد تخسر فيه الحكومة روايتها، وهي أن الأسد وحزب البعث هم الأقدر على حماية سوريا من تنظيم الدولة والمعارضة المسلحة"، مشيرا إلى أن السوريين باتوا يفرقون بين ملفات محاربة تنظيم الدولة، وبين الانهيار الحاصل بمناحي الحياة الأخرى.

كما أشار إلى أن هناك حديثا في دمشق، حول قطع الدعم عن الخبز، ما يكشف بصورة جلية حقيقة الوضع الاقتصادي للدولة، والذي تضرر بشكل أعمق مع ظروف لبنان الاقتصادية، وانهيار العملة هناك، فضلا عن رفض البنوك تسييل الدولارات، ما عقد من حرية التبادل وشراء البضائع وبيعها بين الدولتين، خصوصا مع وجود ما يوازي ثلث السيولة النقدية السورية في بنوك بيروت.

وقارن فيسك بين ظروف عراق صدام وحالة لبنان اليوم، وظروف النظام السوري، مشيرا إلى أن الأسد فشل في تأمين الحاجات الأساسية -الطعام والصحة والتعليم والأمن- في حين تمكن لبنان رغم ظروفه وكذا صدام من توفيرها.

وتابع: "ومن هنا فالوضع الاقتصادي بات يخيف السلطات، وقبل أشهر كانت هناك أسباب تدعو للاعتقاد بقيام قطر بالتدخل لإعادة بناء سوريا بشكل يوسع نفوذها الإقليمي، وقد تستفيد الشركات الروسية من المال القطري وتقود عمليات الإعمار، وربما كانت السعودية مستعدة لإعادة الإعمار لسحب البساط من إيران، خاصة أن هذه لا تستطيع القيام بالمهمة نظرا لوضعها الاقتصادي أيضا".

وختم فيسك بسؤال: "هل تستطيع روسيا إنقاذ الاقتصاد السوري كما أنقذت الجيش السوري؟ فوضع طائرات سوخوي في قواعد عسكرية بناء على عقود طويلة الأمد يختلف عن ضخ الروبل في بلد مدمر وينتمي إلى الشرق الأوسط، فمهما كانت علاقة الولاء المتبادل بين البلدين، إلا أن هذا هو السؤال الكبير لكل من نظام الأسد ومنقذيه الروس، وهو ما سيشكل السؤال الأصعب للعلاقة التي تجمع الطرفين؟".

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ