غلاء العلاج والدواء في الأردن معاناة مستمرة.. ومحاولات لتفادي هذا الواقع
غلاء العلاج والدواء في الأردن معاناة مستمرة.. ومحاولات لتفادي هذا الواقع
● أخبار عربية ٢٨ مارس ٢٠١٧

غلاء العلاج والدواء في الأردن معاناة مستمرة.. ومحاولات لتفادي هذا الواقع

منذ بدأت الثورة السورية في شهر أذار عام 2011 نزح الى الأردن مئات الالاف من السوريين هربا من القصف والقتل الذي انتهجه النظام السوري ، واستقبلتهم المملكة الأردنية في مدنها وقراها، إلى أن تم بناء مخيمات خاصة باللاجئين بعد ازدياد أعدادهم بشكل كبير ومنها مخيمي الزعتري والازرق، حيث يعيش في الأردن قرابة الـ800 ألف سوري في المخيمات وفي المدن الأردنية.


واقع المشافي والعلاج في الأردن مكلفة جدا للأردني قبل السوري في واقع الحال، ولكن السوري يعاني بشكل أكبر كونه لا يوجد له مصادر دخل كافية كون الأعمال المسموح للسوريين العمل بها قليلة، وبالأصل سوق العمل الأردني يعاني من تبعات إغلاق الحدود مع سوريا وقد أضرت بالاقتصاد الأردني بشكل كبير، وهو ما أثر سلبا على الأردني والسوري معاً.


الناشط السوري في مجال الإغاثة الطبية ماهر الزعبي وهو من الناشطين الذين عملوا منذ بداية الثورة السورية في مساعدة الجرحى والمرضى السورين، حيث أعلن الزعبي عن اقتراب افتتاح مشفى جديد يقوم على خدمة اللاجئين السورين في الأردن وبمبالغ رمزية للعلاج والدواء، وحسب ما يقول الزعبي فإن المشفى تمت ولادته من الخاصرة نتيجة صعوبات جمّة تم تجاوزها، كما أن المركز يتمتع بعدة مميزات من خلال موقعه الجغرافي المميز في مدينة اربد الواقعة في شمال الاردن الذي يسهل على المريض السوري الوصول إليها من مختلف مناطق شمال ووسط الاردن.


يضيف الزعبي أن المشفى يحتوي على جميع الإختصاصات الموجودة في أضخم المشافي، فالمبنى عبارة عن خمس طوابق تحتوي على جميع الإختصاصات ( عيادة نسائية، عيادة أطفال، عيادة أنف واذن وحنجرة، عيادة عيون، عيادة أسنان مجهزة بكرسي أسنان عدد 2 ، عيادة جراحة عامة، عيادة قدم سكرية، عيادة مسالك بولية، عيادة كلى ، عيادة أمراض دم وغدد صماء، عيادة أورام صلبة، عيادة طب باطني، عيادة طب عام عدد 2، عيادة تغذية، قسم علاج طبيعي وإعادة تأهيل مصابي الحروب، عيادة أعصاب، مع قسم طوارئ حديث التجهيز)، كما أن التجهيزات الموجودة في المركز هي تجهيزات نخبوية يعمل فيها أطباء الصف الأول في شمال الاردن مع كادر تمريضي محترف.


والجدير ذكره أن مهنة الطب ممنوعة على السوريين في الأردن ولا يتم إعطاء السوري شهادة مزاولة مهنة الطب إلا لحالات معدودة على الأصابع لبعض الأطباء، وفي سؤالنا للزعبي عن مشفى قاسيون الذي سيقوم بإفتتاحه هل سيكون فيه أطباء سوريين قال للأسف لا مكان لهم في المركز بسبب رخص مزاولة المهنة التي لا يمتلكونها ليكون كادر الاطباء والممرضين أردني بالكامل.


المسؤولين عن الملف الطبي في الأردن الخاص بالسوريين كانوا يتلقون دعم متواصل في بداية الثورة من قطر والسعودية وتجار سوريين وعرب، وكانوا يتكفلون بعلاج السوريين بشكل كامل، حتى نخر الفساد في جسم الملف الطبي وطفت على السطح حجم السرقات التي كانت تتم من خلاله، وعلى ضوئه أوقفت قطر والسعودية والكثير من التجار دعمهم اللامحدود لهذا الملف، وتأذى السوري الجريح والمريض من فساد المسؤولين عنه.


عانا السوريين المعدومين تماما والذين لا يجدون قوت يومهم من ويلات غلاء العلاج في الأردن وبعضهم حالته تستعدي تدخل طبي عاجل، فكان هنا تتم عمل حملات جمع تبرعات لمثل هذه الحالات، السيد الزعبي عمل كثيرا في هذا المجال وقام بجميع تبرعات كثيرة لحالات وصفت بالصعبة جدا ومستعجلة، يقول السيد الزعبي أنه سيتوجه للعمل بشكل مؤسساتي لأنه تعبت من استجداء الافراد لتحمل نفقات علاج السوريين في الاردن دون التأثير بشكل كبير ومرغوب.


مركز قاسيون الطبي سيتم افتتاحه في بداية الشهر القادم ومن المتوقع ان يستقبل المركز من 300 لغاية 500 مريض يوميآ بعدد شهري يصل من 9 الاف لغاية 15 ألف شهرياً، كما أنه سيتقبل الأردني والسوري وبنفس الأسعار المخفضة جدا، لقاء أجر رمزي لا يتجاوز 5 دولار، كما أن الدواء بأسعار رمزية أيضا.


يقول السيد ماهر الزعبي أن مشفى قاسيون للأسف لم يتم الى الان دعمه من أي جهة وتم تجهيزه على مبدأ المقاولة الطبية وبالأقساط، بالنسبة لموضوع الفساد المستشري في الملف الاغاثي بكافة تشعباته فمركز قاسيون للرعاية الصحية يضع نفسه تحت المسائلة الكاملة وتدقيق الحسابات بأي لحظة كانت على مدار العام.


يضيف الزعبي أنه ما إذا توفر الدعم اللازم للمشفى سيكون بكل صدق واسطة العقد ومنتهى الحل لموضوع الطبابة لا أقول في شمال الاردن فحسب بل بوسط الاردن أيضا إن تبنت جهة دولية دعمه واستنساخ توائم اضافية للمركز، كما أنه من الممكن يكون العلاج بشكل مجاني تماماً، كما وجه الزعبي نداء الى الداعمين من أفراد ومؤسسات وهيئات الوقوف معه ومساعدته قدر المستطاع فالمضمون الذي يهتم به قاسيون "طفل مريض" و "سيدة حبلت بالوطن وتعذر عليها إنجابه بسبب الظرف المادي" وعجوز في الغابرين أعياها ثمن العلاج.


بعد هجوم الركبان الإرهابي في شهر يونيو\حزيران من العام الماضي الذي استهدف نقطة أمنية للجيش الأردني بالقرب من مخيم الركبان للاجئين السوريين والذي أدى لمقتل عدد من عناصر الجيش الاردني، قررت الحكومة الأردنية غلق حدودها في وجه الجميع حتى الجريح الذي أصيب بالقصف او في المعارك والذي أدى لوفاة العشرات من المدنيين والثوار جراء ضعف الإمكانيات الطبية في الأراضي المحررة في الداخل السوري، يرى الزعبي أن هذا الامر سيادي وتوقع ألا تدخر الاردن أي جهد في تذليل الصعاب في هذا الامر.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ