“درعا” أمام يقظة من “غفوة” الحياة أو المنازعة في مواجهة “الموت” القادم من الشمال
“درعا” أمام يقظة من “غفوة” الحياة أو المنازعة في مواجهة “الموت” القادم من الشمال
● مقالات رأي ٢ سبتمبر ٢٠١٦

“درعا” أمام يقظة من “غفوة” الحياة أو المنازعة في مواجهة “الموت” القادم من الشمال

من السهل أن يتم ارسال “الكرة” إلى الملعب المقابل على أمل أن تسجل هدفاً في مرمى الخصم ، كرة “التخاذل” المعجونة بمبدأ “ليس بالامكان أفضل مما كان” ، لا يمكن أن تكون فعالة في الوقت الذي ترى فيه الكرة ذاتها تسير أمامك و باتجاه مرماك.

تكرر الكثير من الكلام حول دور الموك في ركون الجبهة في درعا ، آخر يتهم القيادات العسكرية التي تستلم زمام الأمور في الحراك الثوري العسكري ، هناك أصابع تتجه نحو مشكلات جغرافية و تركيبة قبلية مختلطة مع صراع ايدلوجي ، يحول تحرك درعا لنصرة غيرها ، عبارة عن انتحار لـ”مهد” الثورة ، انتحار قد يودي بالثورة منها وصولاً إلى حلب.

اليوم دخلت درعا في المرحلة التي عايشتها الكثير من المناطق القريبة و البعيدة عنها، و حينها كانت درعا قبلة النداءات و الاستغاثات علّها تتحرك لتغير المعادلة ، ففي تحركها مقتلة حقيقة و تغيير فعلي في التركيبة التي يجري العمل عليها في سوريا .

لم يكن يتوقع أشد المتشائمين بأن يقدم النظام على التقدم باتجاه درعا و مناطقها المحررة ، بحجة أن “الوحش” النائم يجب أن يبقى كذلك ، أي تحريك أو جلبة حوله ستقض مضجعه، و بالتالي ستعيده للعمل من جديد ، و لكن هذا كان مجرد يقين خاطئ، و اليوم بدأ النظام و حلفاءه التحرك بالفعل باتجاه درعا بعد أن هدّء خاصرة موجعة “داريا” و خفف لحد الانهاء “الغوطة الشرقية” و لامكان لأي مزعج أو مانع للتقدم بهدوء و رويّة ، وفق سياسة القضم التي أتت أوكلها في كل منطقة و حتى في درعا بعد سقوط الشيخ مسكين ، التي شجعت لأن ينطلق النظام من جديد دون خوف من “الوحش” الذي بات مسالماً.

يدافع البعض عن درعا بأن أمرها ليس بيدها فهناك عوامل تلعب في المسيرة العسكرية ، موك و قيادات لاتستهويها المعارك الطويلة أو الصعبة ، راغبة بالمحافظة على الموجود و التحول للعمل المدني و السلطوي، هناك من يقول أن عوائق اغلاق الحدود الأردنية بحد ذاته كارثة ، فالمصاب بأي عمل هو على قوائم الموت.

ولا نعرف الحقيقة مآلات الأمور في درعا بعد التقدم الذي قام به النظام بالقرب من ابطع ، اليوم ، هل سيكون الرد خجول ، والادعاء بأن الخاصرة “الداعشية” أهم و أولى، على مبدأ العدو الآني و العدو الممكن التأجيل.

فالخيارات ليس بالواسعة تبعاً لنظرة تاريخية ، فنحن إما أمام “مثلث موت” جديد يقلب الآية تماماً ، أو “شيخ مسكين” محدّث يؤكد أن الموت قادم قادم لا محال .

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ