هل حرق تنظيم الدولة "الكساسبة" أم حرق نفسه ..!؟
هل حرق تنظيم الدولة "الكساسبة" أم حرق نفسه ..!؟
● مقالات رأي ٣ فبراير ٢٠١٥

هل حرق تنظيم الدولة "الكساسبة" أم حرق نفسه ..!؟

مع انتهاء قصة الطيار الأردني معاذ الكساسبة هذه النهائية المأساوية والمشينة، يدخل تنظيم الدولة مرحلة جديدة من حياته التي لا تتجاوز الشهور السبع ( في حالة إعلان الخلافة)، سيما مع وصول خطه البياني إلى مستوى مرعب سواء من حيث العنف المفرط و الغير مفهوم، أم من حيث التخبط على صعيد الجبهات التي فتحها سويةً في العراق أم في سوريا.

ومن المؤكد أن التنظيم بعد إحراق الكساسبة لن يكون نفسه بعد هذه العملية، فتاريخ الإعدامات الميدانية التي اتخذت في الغالب الذبح طريقة موّحدة مع بعض التلوين بإستخدام الرصاص، و دخول الحرق إلى قاموسه ، فهو يدل عل مدى الإفلاس الذي وصل إليه و جعل شعبيته التي يمكن وصفها بأنها شعبية عاطفية ، كونه يرفع شعارات رنانة و تؤثر بشكل جلّي على العاطفة البشرية سواء من ناحية الدين أم ناحية العرض، وتحت هذا البند تم إدراج ساجدة الريشاوي التي انضمت إلى قائمة ضحاياه بعد تنفيذ حكم الإعدام المؤجل و الذي بات معجل جداً بعد الحرق.

رفع درجة العنف إلى حد لا يقبله العقل البشري عموماً، العقل الإسلامي بشكل خاص وخاص جداً، الذي يدافع عن الحق بوسائل الحق ولا يتعدى الحدود.

هذا الارتفاع بحدة العنف فهو يعكس حالة الانخفاض والتدني بالشعبية التي لابد من طريقة لإعادتها للمستويات المقبولة وليس من حل أفضل من الافراط بالعنف.

ولعل حالة الانفلات التي يعانيها جسد التنظيم وبنيته الأساسية من حيث التراجع الذي حدث على جبهات لطالما اعتبرها مصيرية وأساسية كـ عين عرب والفشل المستمر في اقتحام مطار ديرالزور الذي صمد بشكل مريب أمام ضربات التنظيم التي زادة عن الخمسين خلال الأشهر القليلة الماضية.

 إضافة لعدم تمكنه من ضبط قياداته وعناصره سيما مع حالات الانشقاق التي تتكرر هنا و هناك وما يرافقها من إعدامات ميدانية ينفذها بحق العناصر الرافضة للأوامر أو ماتيسمى المنشقة عن طاعة "ولي الأمر"، ناهيك عن حالات الهروب من التنظيم و اللجوء إلى أماكن كانت عدوة للتنظيم فيما مضى.

و لابد من القول أن التنظيم فشل فشلاً ذريعاً في بناء حاضنة اجتماعية متينة مبنية على أسس المنطقية، و ما نشاهده من بقاء البعض تحت حكمهم أو موالون لهم يعود لعدة اعتبارات أبرزها سعي التنظيم في الاغداق على المتواجدين تحت وصايته بما استحوذ عليه من غزواته سواء التي تمت في سوريا أم في العراق، وحتى من قبل ما يحيط به سواء من دول أم ثوار سيما في سوريا فقد أبدع في عملية التنفير و صناعة العداوة و اختلاق الخلاف و نفذ ومازال ينفذ كل ما من شأنه يجعله عدواً موازياً للأسد ، و إن كانت كل الشكوك تفضي أنهما من مصدر واحدة.

فمع حرق الكساسبة يبدو أن التنظيم قد أشعل النار بنفسه وكأن المرحلة دخلت في حالة الاحتضار، و قد نشهد صحوة، لكنها ستكون صحوة ما قبل الموت.

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ