على أنقاض حلب وعذابات أهلها ... استعرض الجبناء
على أنقاض حلب وعذابات أهلها ... استعرض الجبناء
● مقالات رأي ٢٢ ديسمبر ٢٠١٧

على أنقاض حلب وعذابات أهلها ... استعرض الجبناء

نظمت عصابات الأسد وشبيحتها وجمهور الموالين بالأمس الخميس، مهرجاناً كبيراً في ساحة سعد الله الجابري وسط مدينة حلب المحتلة، تفاخراً بانتصارهم على إرادة الحرية والخلاص من الاستبداد، وتأكيداً على عبوديتهم التي لايزال الأسد يمارسها بحق طائفته المناصرة له رغم كل ماشاهدوه من قتل وتدمير فعله بأبناء مدينتهم التي شردوا وهجروا منها قبل عام.

احتفال بالانتصار على حساب أشلاء ودماء أبناء مدينة حلب لاسيما الأحياء الشرقية التي دفعت ثمناً باهظاً لقاء صرخات الحرية التي طالبت بها، وواجهت ماواجهته طيلة سنوات من الحصار والقتل والتجويع، لم يركعها كل ذلك فكان خيار الإبادة الشاملة الذي انتهجته روسيا والنظام ضد أكثر من 350 ألف محاصرين في بقعة جغرافية صغيرة ضمن أحياء الشعار والسكري والفردوس وجسر الحج وسيف الدولة وغيرها"، حتى تآمر كل العالم والمجتمع الدولي ضدهم وخذلهم الجميع.

لم يخلوا يوم طيلة أشهر طويلة من الحصار بعد قطع طريق الكاستيلوا من المجازر التي أزهقت مئات الأرواح، ودمرت البنية التحتية والمرافق العامة والخاصة ومنازل المدنيين، حولت الأحياء الشرقية على بعد أمتار من ساحة سعد الله الجابري لكومة من ركام، بعد أن هجر أهلها وباتت خاوية على عروشها، تسابقت شبيحة الأسد والمؤيدين لسرقة ماتبقى من أثاث وممتلكات تركها أهلها ورائهم.

يحتفلون اليوم بالانتصار على أشلاء الأطفال وصرخات المستضعفين، تعلوا صيحات التبجيل للأسد وحلفائه، فهم من هجروا أبناء مدينتهم التي جمعتهم أحياؤها لعقود طويلة، فرحين بانتصارهم على صوت الحرية وصوت الحق، مؤكدين مرة أخرى نصرتهم للمجرم وتأييدهم لما قام به من قتل وتهجير وتدمير.

حلب لم تسقط ولن تسقط بل انتصرت "حلب الحرية" وقاومت لأكثر من عامين كل قوى العدوان التي تآمرت على قضية الشعب السوري ورغبته بالخلاص والحرية التي طلبها، انتصرت "حلب الثورة" بأسلحة فردية ومعدات بسيطة وصبر وثبات أبنائها بمواجهة أحدث الطائرات والمدافع والصواريخ والبوارج الحربية، انتصرت "حلب الكرامة" رغم تخاذل المجتمع الدولي الذي سقط قناعة تحت أقدام أطفال حلب ممن عانوا المرارة والحصار والقتل اليومي، وخرجوا من مدينتهم رافعين شعار النصر، فما سلب سيعود ولو بعد زمن، وستعود حلب لتعيد مجد الصالح وأبو فرات وسلسلة طويلة من الثوار الأوائل ممن سطروا أروع البطولات على ثرى حلب الأبية التي رفضت الإنكسار وقاومت حتى آخر رمق ولم تركع كما ركع حكام وزعامات العرب الذين خذلوا حلب ومن قبلها القدس وقضايا كل الشعوب المتطلعة للحرية والخلاص.

المصدر: شبكة شام الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ