طبول الحرب العالمية تقرع في سوريا
طبول الحرب العالمية تقرع في سوريا
● مقالات رأي ١٤ أبريل ٢٠١٧

طبول الحرب العالمية تقرع في سوريا

اكتشف “ترامب” ومن معه أخيراً حقيقة ما يحدث في سوريا من مجازر ومآسي تفجرها براميل وصواريخ الحقد التي سحقت وشردت ملايين الضعفاء من النساء والأطفال والشيوخ.

هل هي الصحوة المتأخرة؟
أم أن الأسد أتمّ مهمته القذرة في الهدم والتدمير والتشريد والتقسيم بنجاح، وبدأت مخططات إعادة الإعمار وتقسيم الثروات بين الكبار.

عاد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون من زيارته لموسكو بخفي حنين، وأتبع بعدها بفيتو ثامن ليقطع الشك باليقين، ويلخص ما حدث في دهاليز اللقاءات الغير ودية بين البلدين، ويرسم خارطة التصعيد في المرحلة القادمة.
وكأن ترامب ينتظر الكيميائي بفارغ الصبر ليحشد أنصاره، ويقتحم الملف السوري من أوسع أبوابه؛ ألا وهو باب المأساة والألم فيصعدّ كلما اشتدّ.

أراد تيلرسون إخبار لافروف أنّ ترامب الشرس المنحدر من الحزب الجمهوري، بطل الحروب الأمريكية غير أوباما الطفل الوديع المنحدر من الحزب الديمقراطي بطل التردد والتلون.

وأنّ الخلاف في القاعات وخلف الطاولات وحدة اللهجة في المؤتمرات الصحفية أمس، غير الخلاف في الساحات خلف مقود الطائرات والبوارج والصواريخ العابرة للقارات.

ردّ الروس كان عنيفاً وقاسياً بفيتو سجله “غينادي غاتيلوف” نائب وزير الخارجية الروسي وأكد أن موسكو ستستخدم حق النقض ضد مشروع القرار، الذي يطالب جيش الأسد التعاون مع تحقيق دولي حول الهجوم الكيميائي في خان شيخون بريف إدلب، الذي تسبب في مقتل وإصابة المئات، كما ردّ بتصعيد عسكري غير مسبوق على الأرض وقصف جنوني يعمّ كل مناطق المعارضة بلا استثناء.

رفضوا للعرض المقدم من الدول السبع بتخفيف العقوبات عن موسكو وإعادتها لمجموعة الثماني الكبار، وربط الملف السوري بملف القرم وأوكرانيا ومحاربة الإرهاب ودعم المرحلة الانتقالية بدون الأسد مع الحفاظ على المؤسسات.

وعلى الضفة الثانية يؤيد “ترامب” في موقفه المتحمس كل من “بريطانيا وكندا” الذين عبروا عن سعادتهم بالاقتحام الأمريكي للمشهد السوري بهذا العنف، وقد ظهر وزير الخارجية الأميركي “تيلرسون” الأربعاء بعدة مواقف لافتة بعيد لقائه بنظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، حيث أكد أنّ الثقة بين روسيا وأميركا ضعيفة بل بمستوى متدنٍّ، مكرراً أيضاً موقف واشنطن بأنه “لن يكون للأسد أو عائلته أي مكان في مستقبل سوريا”.

وكأن تركيا من جهتها تنتظر هذا الخلاف بفارغ الصبر لتبدأ العمل مع انتهاء الاستفتاء، ولتشمر عن ساعدها، وترتب صفوف الفصائل على أراضيها، ثم تقتحم المشهد بتجربة أكبر من تجربة درع الفرات، قد يكون وجهتها الرقة بعد أن نسف ضجيج صواريخ التوماهوك طاولة المفاوضات مع النظام السوري، وقلبها رأسا على عقب. تحت ذريعة محاربة “داعش” ستحاول تحجيم نفوذ إيران، والقضاء على الانفصاليين الأكراد، مستعينة بالموقف الأمريكي الأخير الذي حسم الموقف الغامض والمتذبذب بشأن مصير الرئيس بشار الأسد في حكم سوريا، يأتي هذا التفاؤل مع ظهور بوادر تحالف عسكري دولي تقوده كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا بالاشتراك مع دول عربية وخليجية لإسقاط بشار الأسد بالقوة، وتغيير النظام في سوريا.

لا شك أن ذهاب “تيلرسون” لموسكو يدل على البحث عن حل سياسي جدي، يضمن رحيل الأسد والحفاظ على المؤسسات؛ وهذا ما بينه المبعوث الأممي إلى سوريا “ستفان دي ميستورا”، فذكر أنّ “التقدمّ الهش الذي تحقق في مفاوضات سوريا أصبح بالفعل في خطر بالغ”، مبدياً وجود استعداد لعقد جولة من مفاوضات جنيف في أيار المقبل.

رمى “ترامب” بزيارة “نيلركسون” الكرة في ملعب بوتين، الذي ابتلع الصدمة بتوجيه الضربة الأخيرة لمطار الشعيرات، وذهب ليبحث عن حلفاء غير إيران والمليشيات، تستطيع الصمود في وجه هذا المعسكر الفظ.

فهل سيرد “بوتن” الضربة بمثلها؟ أم سيعيد حساباته ويبحث عن مخرج سياسي ينقذه من الغرق أكثر في هذا المستنقع السوري الدامي.

المصدر: الأيام السورية الكاتب: حليم العربي
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ