سماسرة التهجير في مواجهة الشارع
سماسرة التهجير في مواجهة الشارع
● مقالات رأي ٢٢ أبريل ٢٠١٧

سماسرة التهجير في مواجهة الشارع

صارحني أحد الأخوة الأعزاء، أنني مع مجموعة من الأصدقاء؛ صعَّدنا كثيراً بتسليطنا الضوء على المهزلة التي حدثت أمس، بما يسمى ” اتفاق البلدات الأربعة”.

وكان علينا برأي صاحبي أن نلتمس للأخوة الموقعين العذر، تحت مظلة “التمس لأخيك سبعين عذراً فإن لم تجد له عذر فقل يا قلب ما أظلمك”!
من المؤكد أنّه يجب علينا فعل ذلك، ولو كنا مكانهم لاضطررنا على فعل فعلتهم، وكدت أفعل ما سيقول لولا أنهم قد فعلوا بغيرهم الأفاعيل، واستباحوا سلاحهم وبعض أموالهم من قبل بمثل هذه الشُبه التي كسوها كسوة المخالفة للدّين.

كنّا في كلّ مناسبة نتكلم بهذا الأمر العظيم، وندعوهم للتبصر وأن يلتمسوا لإخوانهم في الجيش الحر وغيره من الفصائل الأعذار، وأن لا يعمموا فإن التعميم من العمى.

لكنّهم كانوا دون أن يشعروا وبنية طيبة أدواتاً رخيصة لتنفيذ مشاريع عالمية خبيثة، أقل مساوئها أنّها تهدف لتهجير أكبر عدد من شباب السوريين، ودفعهم للهجرة خارج المناطق المحررة لأنّهم لا يتوافقون مع نهجهم، وهذا بالفعل ما حدث حيث فرغت الساحة من بعض الثوار والناشطين والعاملين، وجعلوا منهم لقمة سائغة في فم المنظمات والوكالات التي تعمل لصالح المخابرات العالمية.

والطامة الأكبر هي: إنّ الإعلاميين الذين كانوا يزينون تلك الأباطيل، والشرعيين الذين كانوا يشرعنون تلك الضغوط على الفصائل لصبّها في بوتقة واحدة تمثل نهجهم وما يعتقدونه.

وقد أقفلوا جميعهم فجأة هواتفهم، وعلّقوا العمل بحساباتهم المسمومة، وتوقفوا عن التغريد وتبادل الشتائم وتهم التخوين، ونعتهم لخصومهم بالمميعة والمرجئة.

صمتوا من ساعة إبرام هذا الاتفاق، وذهبوا ليراقبوا ردّة الفعل الشعبية لهذا الاتفاق، فإن كانت حسنة تصدّروا للتبني وإلا فتركوا الأمر ليسجل ضد مجهول، لكنهم فوجئوا بالشارع الذي لا ينسى، وصدموا بدموع الأمهات اللاتي ينتظرن أبناءهم المعتقلين من سنين خلف الأبواب.

فعلها النظام الخبيث واستطاع اعتقال أكبر عدد من البسطاء المظلومين، وجمعهم من عملهم في مؤسساته أو على حواجزه أثناء ذهابهم لقبض رواتبهم من بنوكه، وقدّمهم للمعارضة على أنّهم منهم، قدمهم كعربون يضمن بهم حماية ما تبقى من أهالي كفريا والفوعة الخارجين في الدفعة الثانية.

وقد لا يتأخر النظام عن جمع دفعة أخرى من الأبرياء للتفاوض عليهم في مراحل قادمة، ليبقى رموز المعارضة من الناشطين والثوار والمنشقين كالهرموش وغيره من الصادقين في أقبية سجونهم تحت أشد أنواع التعذيب.

حافظت قطر على أبنائها ورعاياها، وعملت لصالح أمنها كما تفعل تركيا وغيرها في وقوفهم إلى جانب الثورة، لأنهم يجدون فيها شركاء حقيقيين يجب التواصل والتنسيق معهم للحفاظ على المنطقة من التفتت والتشظي أو التشييع والعلونة.

فهل نبحث نحن عن شركاء لنا لنشكل تحالفا يمثلنا؟ ويراعي مصالحنا وبعدنا الديني والأخلاقي أم سنبقى ننعتهم ونخون ونكفر الجميع؟.
هذه الكرة في ملعبكم فأرونا ما أنتم فاعلون.

المصدر: الأيام السورية الكاتب: حليم العربي
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ