روسيا توّسع "قبرها" بتوسيع عملياتها
روسيا توّسع "قبرها" بتوسيع عملياتها
● مقالات رأي ١٦ أكتوبر ٢٠١٥

روسيا توّسع "قبرها" بتوسيع عملياتها

وسعت روسيا مع بداية عدوانها على سوريا من مساحات المعارك و نوعيتها لتشمل مختلف المناطق السورية ، في خطوة مخالفة تماماً لتوجهات نظام الأسد الذي اعلن عبر رئيسه الإرهابي بشار الأسد أن العمليات ستركز على المناطق المهمة أو ما سماه "المفيدة" .

من حلب في الشمال إلى أرياف إدلب و حماه و اللاذقية ، مروراً بحمص إلى ريف دمشق و إنتهاءً في الجنوب ، في محاولات تبدأ من أقصى الشمال حتى الجنوب إلى إستعادة التوازن النسبي و زيادة المساحات التي يسيطر عليها النظام ، بعد أن إنخفضت إلى 14% وفق تصريحات وزير الخارجية التركي أمس ، للوصول إلى مايساعدها على تحسين شروط التفاوض .

يبدو السعي الروسي السريع و المتسرع ، بغية إستغلال الوقت المتاح له ، و الذي يقتصر على ثلاثة أو أربع أشهر لا أكثر وفق ماهو محدد من أموال لهذا العدوان ، يبدو أنه سيعطي نتائج عكسية تماماً ، وأن توسيع المعارك و ساحات الإشتباك و تنوعها و تلونها جغرافياً و لوجستياً وتوسع الإحتياجات من دعم تقني و بشري ، ستكون بمثابة "توسيع القبر" الذي سيدفن فيه الطموح الروسي لإيقاظ الدب الذي يُظن أنه في سبات ، و لكن في الحقيقة هو في مرحلة الإنعاش أو ما يعرف طبياً بـ" الكوما" .

ويظن الروس أنهم يمكن حسم المعركة جواً ، مع عمل بسيط من بقايا قوات الأسد و من آتى ويأتي من مليشيات شيعية وقوات إيرانية ، لتحقيق الأهداف ، و لكن على العكس تماماً ، التجارب السابقة تثبت أن قوات الأسد ومن معها في معركة واحدة فقط ، إذا ما تم فتح جبهتين أو ثلاثة معاً في مساحة لاتتجاوز الـ20 كم ، فإنها تنكسر و تخسر و تتراجع ، مهما تعاظمت المساندة الجوية و المدفعية القريبة و البعيدة و حتى العابرة للقارات ، فكيف بمعارك متعددة الجهات و المتفرقة و المتوزعة ، وتواجه قوات على الأرض تعرف الجغرافية جيداً و تدرك تفاصيل ووعورة الطرق كراحة يدها ، والأهم تعمل على شكل مجموعات قادرة على المناورة و العمل بشكل غير معلوم أو مرسوم يمكن توقع ضرباته القادمة سواءً مكانياً أو زمانياً.

يفرط المؤيدون و الموالون لروسيا و الاسد بالتفاؤل إلى حد الخيال و الحلم ، يعيشون على أنه واقع ، لا يعني أن الخسارة لبضع مناطق هنا أو هناك أن الأمر قد حُسم ، ولكن هناك وقت يطلق عليه "إمتصاص الصدمة" أو "استيعاب الموجة الأولى" التي تشبه المد الذي حتماً سيعقبه جذر قد يكون أشد تقلصاً ، و قد يسحب معه كل ما خلفه الموج في مده.

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ