"خليف الأسد" ... لم يبق نمراً إلا "سهيل" في جيش الأسد ..!؟
"خليف الأسد" ... لم يبق نمراً إلا "سهيل" في جيش الأسد ..!؟
● مقالات رأي ١٧ فبراير ٢٠١٨

"خليف الأسد" ... لم يبق نمراً إلا "سهيل" في جيش الأسد ..!؟

مع انتهاء العمليات العسكرية لقوات الأسد والميليشيات الإيرانية بريفي حماة وإدلب، بدأت صفحات إعلامية موالية للأسد بتداول أخبار انتقال نمرهم "سهيل الحسن" إلى الغوطة الشرقية، لتولي قيادة العمليات العسكري على جبهة إدارة المركبات بحرستا بعد عجز غالبية قادة النظام وكبار ضباطه في إحراز أي تقدم على حساب الفصائل هناك.

وسبق الحملة العسكرية على ريفي حماة وإدلب التي بدأت في أواخر كانون الأول 2017 أيضاَ الترويج لوصول "النمر سهيل" وقواته للمنطقة، كذلك روجت لذهابه إلى دير الزور وريف حلب وتدمر والساحل وريف حماة الشمالي ودرعا، قبل كل حملة تقوم بها قوات الأسد وكأن جيش النظام بات خالياً من أي قيادي غير "سهيل".

تصدير "سهيل الحسن" بنسخته الثالثة والميليشيات التابعة له والمعروفة باسم "قوات النمر" في كل عملية عسكرية تفشل في تحقيق قوات الأسد أي مكاسب فيها، ليغدو هو المنقذ وهو الشخص القادر على حسم الموقف، تظهر حالة الوهن الكبيرة التي وصل إليها جيش النظام، وعدم قدة قواته على المواجهة العسكرية حقيقة، بعد التفكك الكبير الذي طال جيش النظام طيلة سبع سنوات والخسائر الكبيرة التي أمني بها ويتكتم عنها، حتى بات عماد قوته واعتماده على الميليشيات المحلية والتي حظيت بتدريبات إيرانية لفترة.

قوات "سهيل الحسن" والتي لا يتعدى قوامها 500 مقاتل، باتت الأمل الأخير لنظام الأسد ليفرض فيها سيطرته على المناطق التي يعجز فيها جيشه النظامي المتهالك على التقدم، طبعاً بالإضافة للميليشيات الأخرى التي تساندها، وبالتالي فإن وجود هذه القوات في منطقة ما بات مصدر قوة للنظام، وغيابها يعني الانهيار حتماً، فهل يمكن أن يصل فيه النظام لهذه المرحلة من الوهن والضعف والعجز عن تحقيق أي تقدم رغم الترسانة العسكرية التي يملكها دون الاعتماد على ميليشيات النمر وكأن جيش الأسد لم يبق فيه نمراً إلا "سهيل".

حقيقة الأمر تظهر المعطيات الميدانية أن جيش النظام اليوم بات عاجزاٌ بشكل كبير على تحقيق أي نصر، دون الاعتماد على الميليشيات الإيرانية والمحلية والدعم الروسي جواً وبراً، وما تصدير قوات النمر إلا كواجهة إعلامية لا أكثر، فقواته التي لا تتعدى المئات والتي قتل منها الكثير في معارك عدة هي أيضاَ عاجزة عن تحقيق أي نصر إلا التعفيش، ولكن المقصود بانتقال قوات النمر في كل إعلان حقيقة هو انتقال القوة الإيرانية الروسية للتركيز على منطقة ما بعد أن تفرغ من منطقة أخرى كونها لا تستطيع توزيع كامل إمكانياتها العسكرية على جميع المناطق لتكلفتها الكبيرة ولعدة قدرتها على ذلك فعلياً.

ويتساءل متابع للتطورات الميدانية وما جرى من عقد اتفاقيات لتهدئة جبهات على حساب أخرى لتمكين النظام من الحسم العسكري على الأرض قبل فرض الحل السياسي، في حال أجبرت الميليشيات الإيرانية وروسيا على الخروج من سوريا أو وقف عملياتها لسبب ما، فمن سيساند النظام في عملياته أو بالأحرى كيف سيكون بمقدور النظام الانتشار بشكل كامل في غالبية المناطق التي باتت تحت سيطرته، كون قواته اليوم لا يمكنها الانتشار وضبط محافظة واحدة سواء كان بشرياً أو عسكرياً بمعدات وأليات، وبالتالي فإن "نمر الأسد" المتمثل بالدعم الإيراني الروسي لن يدوم له وستأتي المرحلة التي يفقد فيها هذه الأوراق التي تدعمه ولن يستطيع وقتها ضبط محافظة واحدة وستكون نهايته بعد أن ينفجر البالون الكبير المسمى "النمر" ويعود الأسد لحجمه الطبيعي.

تذكرنا قصة "نمر الأسد" بشخصية ربما تكون واقعية تدعى "خليف" تتداول في سوريا منذ عقود عن عنصر في جيش الأسد الأب يحدثه أحد رفاقه في حرب تشرين المزعومه قائلاً: إن جاءك العدو من الأمام ماذا تفعل يا خليف فأجاب أطخه، وكرر السؤال وإن جاءك من الخلف .. ومن اليمين ومن اليسار وكان جوابه واحداً "أطخه" حتى نفد صبر خليف وصرخ قائلاً " يلعن أبو هالجيش إلي ما فيه غير خليف"، ليغدوا "سهيل الحسن" بنسخته الثالثة هو "خليف الأسد الابن".

المصدر: شبكة شام الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ