جريمة إنسانية بحق الأطفال في مدينة جسر الشغور بإدلب
جريمة إنسانية بحق الأطفال في مدينة جسر الشغور بإدلب
● مقالات رأي ٢ أكتوبر ٢٠١٧

جريمة إنسانية بحق الأطفال في مدينة جسر الشغور بإدلب

رغم آلة الحرب والدمار الذي طال كل شيء، الحجر والبشر، نفوس ضعيفة تشوه الحياة في قلوب من بقي على قيد الأمل، في قلوب أشخاص عانت الكثير إزاء قصف همجي؛ سلب من المنطقة كل ما يوحي بالحياة، ليحوّلها إلى مدينةٍ منكوبةٍ، لا يوجد فيها سوى مشاهد الدمار المؤلمة ورائحة الموت التي تملأ المكان.

الحالة الإنسانية الصعبة التي يعيشها أهالي جسر الشغور لم تتوقف على قصف النظام وطائرات حليفته روسيا فقط. بل وسرقة الأمل من الإنسان الفقير. قام أصحاب النفوس الضعيفة باستغلال نزوح أهالي المدينة؛ فسرقوا منها أمل الفقير الضعيف بالحصول على أبسط حقوقه في الحياة، فقد تعرّض مركز نماء التطوعي في مدينة جسر الشغور لحالة نهب يوم السبت 30 أيلول 2017، حيث قام بعض الأشخاص بسرقة مركز لحليب الأطفال مستغلين الحالة التي تشهدها المنطقة.

 الأستاذ "عبد الحميد خلف" قائد فريق نماء التطوعي قال عن حالة السرقة التي تعرض لها المركز: "بسبب الأوضاع التي تعرضت لها مدينة جسر الشغور غادر ما يقارب 90% من أهالي المدينة إلى المناطق المحيطة بمدينة الجسر بعيداً عن قصف طائرات النظام، ليأتي أصحاب النفوس الضعيفة ويستغلوا فرصة خروج الناس فقاموا بسرقة مركز توزيع الحليب في المدينة الذي يخدم ما يقارب 700-800 طفل، أغلبهم من الأطفال الأيتام وأبناء الشهداء والمعتقلين، وهي الفئة الأساسية التي يخدمها المركز؛ حيث يتمّ توزيع كميات الحليب بشكل يومي ضمن أرقام وبطاقات محددة، ولايتمّ تخزين هذه الكميات في المستودع".

لم تكن هي المرة الأولى التي يستغلّ بها أصحاب النفوس الضعيفة فرصة القصف الهمجي على المدينة، ليسرقوا مابقي من فتات الحياة والأمل في عيون الآخرين.

يتابع "الخلف" قائلاً: "عند وصول المسؤول اللوجستي إلى المركز وجد أن الباب معرض لعملية كسر، وسرقة كمية الحليب الموجودة في المركز التي وصلت إليه قبل حملة القصف وتعادل 1500 علبة حليب، وهي تغطي حاجات 700 طفل وطفلة دون عمر السنة من نوع "رينو لاك1 و2"، حيث يعطى الرقم 1 لعمر الأطفال ما دون 6 أشهر ورقم 2 لسن الأطفال من 6-12 شهر، كما تمّ إفراغ محتويات المركز من بطاريات وأوراق وبطاقات للأطفال والبعض منها ممزق وتمّ رميه في الأرض، فعلاً إنه عمل إجرامي بحق الإنسانية".

المأساة التي يعانيها الأطفال في زمن الحرب لم تقتصر على خوف من القصف أو فقد للأحبة، فهناك الفقر والجوع الذي لا يعرف أي نوع من الشفقة والرحمة، فأثناء الفترة الأخيرة انخفض الدعم المقدم لهؤلاء الأطفال الأيتام الذين لا معيل لهم في الحياة، في بلد أصبح فيه تأمين مستلزمات الحياة من الصعوبات الكبيرة فكيف وإن كان رب الأسرة غير موجود.

ليبقى التساؤل ألا يكفي ظلم الحرب؟، ألم يعد هناك إنسانية في قلوب البعض!، أي إجرام وحقد قد نال منك سوريا.. صبراً جميلاً وبالله المستعان ...

الكاتب: ديالا الأسعد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ