بعد 4 سنوات من الثورة.. سوريا من جور الاسد إلى حقد إيران
بعد 4 سنوات من الثورة.. سوريا من جور الاسد إلى حقد إيران
● مقالات رأي ١٥ مارس ٢٠١٥

بعد 4 سنوات من الثورة.. سوريا من جور الاسد إلى حقد إيران

قبل أربع سنوات من اليوم، خرج عشرات الشباب السوريين بمظاهرة جابت سوق الحميدية بدمشق، هاتفين شعار "الله سورية حرية وبس"، لتكون الشرارة الأولى بعد أيام من هذه المظاهرة عندما خرج أهالي درعا بمظاهرات منادين بالحرية والكرامة "الموت ولا المذلة".

واتسعت رقعة المظاهرات المطالبة بالحرية والكرامة تضامناً مع درعا وأطفالها، لتطال المدن السورية من الجنوب إلى الشمال.

نظام بشار الأسد ومنذ اليوم الأول، اختار مواجهة المظاهرات السلمية المنادية بالحرية والكرامة، اختار مواجهتها بالرصاص والقتل والاعتقال، ورفع مؤيدوه شعار "الأسد أو نحرق البلد".

تدرج نظام الاسد باستخدام القوة في محاولة لوأد الثورة السورية، فمن الرصاص الحي إلى قذائف الهاون، إلى نشر دباباته والآليات الثقيلة حول المدن الثائرة وقصفها، إلى الطيران المروحي والحربي، إلى صواريخ السكود، فالكيماوي والغازات السامة، إلى الحصار والتجويع.

لم يكتفي الأسد خلال السنوات الأولى بقتل السوريين وتجويعهم، واعتقالهم وقتلهم تحت التعذيب بأبشع الأساليب، بل عمد خلال السنة الفائتة إلى بيع سوريا لملالي (قم) الذين باتوا يتباهون بإعادة أمجاد الامبراطورية الفارسية.

تمر الذكرى الرابعة للثورة السورية في وقت اختلطت فيه الأوراق، جراء استماتة الإيرانيين بالدفاع عن نفوذهم في سوريا الذي بات واضحاً وجلياً، وفق تصريحات المسؤولين الإيرانيين أنفسهم.

فعندما يعترف مستشار القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين همداني، أن "القادة العسكريين الإيرانيين قد (حرروا)  85% من الأراضي السورية التي وقعت سابقاً بيد المعارضة، في وقت حتى الأسد كان قد تقبل الهزيمة"، وعندما يقول أمين  المجلس الاعلى  للأمن القومي الإيراني "علي شمخاني" إنه "ولولا نوايا بلاده "الطيبة" لسقطت بغداد، وأربيل، ودمشق بيد تنظيم "الدولة الإسلامية".

فهذه الأدلة كافية على أن السوريين لا يقاتلون من أجل حريتهم الآن، بل يقاتلون لمواجهة الاحتلال الإيراني وأداته العميل والخائن بشار الأسد الذي فتح الباب للمحتل الفارسي الباحث عن أمجاد ماضيه في المنطقة العربية.

انتهاكات الأسد وميليشيات إيران

منذ اندلاع الثورة السورية، ترتكب قوات النظام والميليشيات الإيرانية والمرتزقة الأجانب انتهاكات وجرائم بحق المدنيين في سوريا.

ويشن نظام الاسد حرباً مفتوحة على الشعب السوري منذ سنوات استخدم كل أنواع الاسلحة الفتاكة، ومنها صواريخ بعيدة المدى، واسلحة محرمة دولياً أدت إلى مقتل عدد غير معروف من السوريين، ولكن التقديرات تشير إلى أكثر من 500 ألف شهيد، وأكثر من مليون مصاب.

الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أصدرت تقريراً مفصلاً حول الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأسد والميليشيات المتحالفة، وذلك خلال الأعوام الأربعة الفائتة.

ووثقت الشبكة منذ بدء الاحتجاجات السلمية في سوريا في آذار/ 2011 لغاية 10/ آذار/ 2015 قيام قوات النظام بقتل 176678 شخصاً مدنياً، بينهم 18242 طفلاً، 18457 امرأة، ومن بينهم أيضاً 11427 تحت التعذيب.

وأوردت الشبكة في تقريرها حصيلة المعتقلين بما لا يقل عن 215 ألف حالة، من بينهم قرابة 6580 امرأة إضافة إلى ما لا يقل عن 9500 طفل.

وأشارت الشبكة إلى أنّ الكثير من المعتقلين يتحولون تدريجياً إلى مختفين قسريا، حيث تُفقد تدريجياً أيّ معلوماتٍ عنهم، وينقطع الاتصال بمعظمهم على نحو مخيف، حتى من قبل أهلم وأصدقائهم.

وأكد التقرير أنّه لا يمر يوم تقريباً دون استشهاد 5 معتقلين بسبب التعذيب، وذلك كمعدل وسطي.

مليون معاق

وخلفت آلة الحرب العسكرية لنظام الأسد وميليشيات إيران الطائفية ما يزيد على مليون مصاب سوري من بينهم عشراتُ الآلاف يحتاجون إلى عمليات جراحية وأطرافٍ صناعية وإعادةِ تأهيل، وفقاً للمنظمة الدولية للمعاقين.

وناشدت المنظمة في تقريرها المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لتقديم العلاج للمصابين السوريين قبل أن تتحول إصاباتهُم إلى إعاقة لمدى الحياة.

ويفرض نظام الأسد وميليشيات إيران حصاراً على المناطق المحررة، والتي يقصفها باستمرار ما أسهم بزيادة حالات الإصابة، وبسبب نقص المواد الطبية، وعدم وجود الكوادر المتخصصة في كثير من مناطق سوريا زادت نسبة حالات الإعاقة، وبتر الأطراف، والتي كان من الممكن علاجها لو كانت الظروف مختلفة، بحسب المنظمة.

بدورها، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" في تقرير لها أن قوات الأسد قتلت أكثر من 600 طبيب، وعامل في المجال الطبي، منذ بدء الثورة السورية في آذار 2011.

وأكدت المنظمة إن قوات النظام تستهدف المستشفيات، والعيادات، والعاملين في المجال الطبي "بشكل منظم"، حيث قتل بهذا الاستهداف 610 من العاملين في المجال الطبي، من بينهم 139 تعرضوا للتعذيب، أو أعدموا.

الأسد راعي التطرف

يقول إعلامي سوري: "حاول الأسد منذ اندلاع الثورة السورية تخويف العالم، عبر وصم الثورة بالتطرف تارة والإرهاب تارة أخرى، إلا أن الحقائق والوقائع على الأرض تقول العكس تماماً، حيث أن هذا النظام سهل تنامي ظاهرة تنظيم داعش في العراق منذ الاحتلال الأمريكي، وإثر ظهور بوادر سقوط نظامه في سوريا منذ عامين عمل على تعزيز مكانة التنظيم عبر الضخ إعلامياً على المستوى الدولي، والقول أن نظامه يواجه الإرهاب، متجاهلاً كل مطالب السوريين منذ اندلاع الثورة بالحرية والكرامة والعدالة والعيش الكريم".

ويضيف: "نظام الأسد الذي لم يترك فرصة لقصف المناطق الثائرة ضد نظامه، ترك التنظيم يتمدد في المناطق المحررة، دون أن يحرك ساكناً، أراد أن يقوى هذا التنظيم البعيد كل البعد عن الثورة السورية، من أجل تمرير رسائله للغرب والمجتمع الدولي، فمع سيطرة التنظيم على اي منطقة نجد أن إعلام النظام وإعلام الغرب يطبلون لخطره عبر الربط بين الثورة والتنظيم، إلا أن الواقع يقول أن الثوار والمناطق الثائرة على نظام الأسد دفعت الثمن الأكبر من وراء تنامي هذا التنظيم الغريب عن المجتمع السوري".

وينهي بالقول: "اليوم وفي الذكرى الرابعة لاندلاع الثورة السورية، يدرك السوريون أن إسقاط نظام بشار الأسد هو الطريق الوحيد لإسقاط تنظيم داعش، وإسقاط مشروع إيران الصفوي في المنطقة العربية، اليوم نشاهد روح الثورة السورية في كل المناطق الخارجة عن سيطرة النظام والتنظيم في رسالة مفادها أن الثورة مستمرة، وأن أهدافها ثابتة ولن تتغير مهما تكالب عليها العالم، فالحرية والعدالة والكرامة وإسقاط النظام وتنظيم داعش هدف كل سوري حر يؤمن ببلد تسوده العدالة، والحرية، والعيش الكريم".

المصدر: سراج برس الكاتب: أيمن محمد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ