الذكرى الثانية للإحتلال الروسي لسوريا على ركام مدن وجثث محارق طيرانها
الذكرى الثانية للإحتلال الروسي لسوريا على ركام مدن وجثث محارق طيرانها
● مقالات رأي ٣٠ سبتمبر ٢٠١٧

الذكرى الثانية للإحتلال الروسي لسوريا على ركام مدن وجثث محارق طيرانها

في الذكرى الثانية للاحتلال الروسي لسوريا، ودعمها لنظام الأسد اولا وإعادة هيكلة وجودها في الشرق الأوسط بعد ضعضعته منذ اندثار الاتحاد السوفيتي ثانياً، تستمر حملة القصف الممنهج على المدنيين والمرافق العامة والمشافي لكن هذه المرة ليس في دير الزور وضد تنظيم الدولة كما تدعي روسيا، سيناريو الأرض المحروقة التي ينفذه الروس في ذكرى احتلاله لسوريا العام الثاني على التوالي في الشمال السوري، وبنفس أبطال ووسائل سيناريو حرق حلب قبل حوالي عام.

على الطريقة الروسية، يحتفل الروس بذكرى احتلالهم الأراضي السورية منذ أيام، بمباركة نظام الأسد، فقد أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، أن عدد الغارات الجوية التي قام بها طيران الحربي الروسي والنظام السوري خلال ال8 أيام الأخيرة، والتي بدأت من 19 من شهر سبتمبر/أيلول الجاري، وصلت الى 714 غارة جوية في محافظة ادلب، والتي أدت الى مقتل 137 شخصاً، استهدفت خلالها منشآت حيوية ومدينة ومشافي ومدارس ومحطات توليد طاقة كهربائية.

روسيا التي جعلت من تدخلها في الحرب السورية، كافة المحافظات السورية أرضاً خصبة لأسلحتها وتجاربها العسكرية، اختبرت على مدى عامين مجموعة من أحدث المعدات العسكرية والأسلحة لأول مرة في ظروف القتال، ومنها صواريخ "كاليبر" المجنحة، وعدد من الغواصات، والقاذفات الاستراتيجية "تو-95 إم إس" و"تو-160" المعروفة باسم "البجعة البيضاء"، ومروحيات "كا-52" ("التمساح") وغيرها.

وبحسب اعترافات وزارة الدفاع الروسية، والتي لم تعطِ أرقام دقيقة، فإن الطيران الحربي الروسي نفذ أكثر من 30 ألف طلعة و92 ألف غارة منذ بدء عملياته، أسفرت عن مقتل أكثر من 53 ألف مسلح و"تحرير" 87 في المائة من الأراضي السورية، إلا أن الحقيقة ان المدنيين الذين قلتوا تحت السلاح الجوي الروسي تعدى عشرات الآلاف بكثير.

لم يكن التدخل الروسي الذي تجاوز عامه الثاني، مجرد دعم لنظام فقد شرعيته من قبل شعبه، وإن طال بقاؤه في السلطة فهو راحل لا محالة، بل كانت روسيا تدرك تماماً وتبحث عم مفتاح لها لرفع صوتها في الشرق الأوسط من جديد، وبدلاً من أن تكون عمليتها العسكرية في سوريا بضعة أشهر كما زعمت في بداية تدخلها، فإن وجودها تحول الى عقود في سوريا، بعد تحديدها فترة بقاء القوات الروسية في قاعدتي حميميم الى أجل غير مسمى، عقب توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع نظام الأسد اتفاقية تمنح قواته حرية الحركة والعبور عبر الحدود السورية دون تفتيش او رسوم، الى ماشاء الله.

ولم تكن القاعدة الجوية أكبر الطموحات الروسية، بل سعت روسيا لتوقيع اتفاقية مع نظام الأسد لاقامة قاعدة عسكرية بحرية روسية دائمة في ميناء طرطوس السوري يضمن بقائها هناك 49 عاما، بشروط مشابهة لشروط بقائها في قاعدة حميميم الجوية.

واليوم وبمناسبة الاحتفال الروسي بالهيمنة على سوريا، فإن مساعيها تشعبت لبناء قاعدة عسكرية جديدة في أغنى مناطق سوريا، في دير الزور، نظراً لوجود 30 حقلاً من النفط السوري من أصل 55 حقل في شرق دير الزور والتي يطلق عليها اسم "المنطقة الذهبية"، ولكن لن يكون توقيع هذا الاتفاق بين روسيا ونظام الأسد بالأمر اليسير كما القواعد الأخرى، لأن هذه الأراضي قطعة الجبنة التي يسعى الى السيطرة عليها الجميع، فأمريكا لن تسمح لروسيا بالتواجد الدائم في منطقة غنية، وستستميت بالقتال في دير الزور بواسطة قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها بكل ما أوتيت من قوة لإخراج روسيا، كما أن تنظيم الدولة لن يتخلى عن 17 بئر تحت سيطرته بسهولة، ولا ندري هل سيكون احتفال الذكرى الثالثة للتواجد الروسي في سوريا بوجود قاعدة عسكرية في المنطقة الذهبية مدى الحياة، من يدري؟

المصدر: شبكة شام الكاتب: رنا جاموس
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ