الثورة السورية العالمية
الثورة السورية العالمية
● مقالات رأي ٣١ مايو ٢٠١٥

الثورة السورية العالمية

لم يحدث أن حصلت حرب دامية كـ التي تحصل في سورية الآن، ولا في أي دولة. ولم يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مثل هذه الاجتماعات والمؤتمرات المكثفة، لأخذ مواقف إدانة، تنديد، شجب واعتراض على إجرام النظام السوري على الشعب السوري.
طوال هذه الأعوام الأربعة المنصرمة، والتي حملت في طياتها مآس وكوارث ومجازر كثيرة أرهقت الأطفال والنساء، ولم ترهق هذا المجلس من هذه الاجتماعات.
اعتادت أعين السوريين وأجسادهم على الموت والتعذيب والاعتقال، واعتادت العيون العمياء لمجلس الأمن على التلذذ بما يشاهدوه من مجازر بحق الشعب السوري، مع شفقة رعناء، لا تحمل في مضمونها، إلا الذل والهوان الذي رفضه هذا الشعب المنكوب.
مجلس الأمن الذي يرعى زمام المبادرة لإصدار قرارات صارمة للحل السلمي، إن حددت وجود تهديد للسلم أو عمل من أعمال العدوان، ولا فرض عقوبات جدية مجدية لصالح الشعب، لحمايته من النظام المجرم. لم يكن هناك اجماع من الدول العظمى بوقف القتال في سورية، لأن ليس لأحدهم مصلحة في وقف القتل، أو حتى موقف واضح مبني على أساس تعدي قوانين الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
عندما كان الصوت والرسائل الورقية هو السلاح في أولى أيام الثورة منذ انطلاقتها، لم يجدِ نفعاً ولا حسناً، اتخذت الثورة السورية موقفاً للدفاع عما طالبت فيه، كما "العين بالعين"، أصبح التسليح البسيط هو الحل، لمجابهة نظام الأسد وأسلحته التي لم تستخدم من قبل، إلا في الحروب العالمية الذي قابل الشعب الأعزل بأشد أنواع العنف حتى اتخذت الثورة مثل هذا الموقف.
تسلحت الثورة ليست لقمع المدنيين، كما استخدم النظام ذلك بوجه الشعب، وإنما تسلحت للدفاع عن أرض الوطن، وتحريرها من هذا الكيان الاجرامي، لأن القمع ليس ما يرضيها، والثورة كانت ستطفئ، وسيحصل إبادة لمدينة كاملة لولا فكرة السلاح في الثورة، على أن الشعب الأعزل هم إرهابيون لتعدّيهم على قرارات الرئاسة، ولم يحدث ما حدث في درعا قبل ذلك، فكان رد النظام وحشياً على أن يستخدم الأمر نفسه الذي استخدمه والده في مدينة حماه عام 1982.
ولكن، لم يع أن الجيل الذي تصدى له هي الفئة الناشئة التي ستقف للظلم حداً لا يتقدم. الذي خلق من أجل العيش بحرية وكرامة، لا من أجل أن يبقوا عبيداً تحد أقدام من يستخدمون أماكنهم المسؤولة للمصالح الشخصية، ولما تشتهيهم ملذاتهم الشخصية، وما يملي عليهم مزاجهم. لم تكن سورية منذ 40 عاماً في نظامها القائم بـ عائلة الأسد على أسس الجمهورية، ولا سيما أن النظام الدستوري يتوجب إحدى النقاط:
إما أن يكون نظام القمع والإرهاب، أو على أساس البناء والإصلاح. فهو لم يستخدم إحداهما بشكل كامل، وإنما كان ينحاز لقاعدة البناء والإصلاح، لكسب الطبقة الفقيرة إلى جانبه. ولكن، لم يع تماماً أنها ليست ثورية اقتصادية وحسب، وانما هي في الكف الارجح للمطالبة في مساواة العيش، وأخذ كامل الحقوق الإنسانية والعيش بكرامة.
لم يضع اهتماماً على من أقاموا الثورة، لكنه اتجه إلى الرأسمالية، وأخذ بعين الاعتبار أنه من المهم ضم صف أصحاب رؤوس الأموال إلى جانبه، بدعم موقفه تجاههم لـيبادلونه موقف تبشيع كلمة الثورة على أن من طالبوا بحقوقهم هم بعض الارهابيين الذين سيخربون سورية.
وصلت الحقيقة إلى حدها في هذه الأيام التي تشهد لمسات انتصار، هزت عرش النظام الإجرامي، ولم يقتصر ذلك على الانتصارات فحسب، الانسحابات والاستسلام في مناطق كثيرة، لها أكثر الأدوار اهتماماً، مشاريع إعادة إعمار سورية قد لا تستغرق أثراً، من نداء العودة إلى حضن الوطن، والمباشرة بعد النداء بوقت قصير، لبناء ما قد سببته حرب الأسد من أجل كرامة الشعب.

المصدر: العربي الجديد الكاتب: محمد عاطف حسن
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ