أيهما أولى ... فتح المعارك أم فتح المعابر ..!؟
أيهما أولى ... فتح المعارك أم فتح المعابر ..!؟
● مقالات رأي ٥ أبريل ٢٠١٨

أيهما أولى ... فتح المعارك أم فتح المعابر ..!؟

يبدو أن الفصائل في الشمال السوري قد أمنت على نفسها من العدول الأساسي ممثلاً بالنظام وحلفائه إلى مرحلة معينة لاسيما بعد تسليم شرقي سكة الحديد وترسيم حدود المنطقة، لتنقل جل قوتها العسكرية وعتادها وتبدأ بمرحلة الصراع على تقاسم النفوذ ومن يقصي من ومن يفرض نفسها مهيمناً عسكرياً ومدنياً واقتصادياً.

لعل هذا التنبؤ او التوقع بات ملاحظاً بشكل كبير بعد الصراع الأخير بين هيئة تحرير الشام التي انسحبت من مناطق وأراضي تقدر بربع مناطق إدلب ممثلة بمناطق شرقي سكة الحديد وبدأت تعزز قواتها على الحدود وضمن المناطق الاستراتيجية مع مناطق النظام، فاصطدمت بجبهة تحرير سوريا في مسألة فتح معبر في الراشدين، و هاهي هي اليوم تصطدم مع أهالي منطقة العيس جنوب حلب لذات الأمر، في وقت سلمت الجبهات لفيلق الشام وبدأت تتصارع للهيمنة داخلياً وكأنها أمنت هدوء جبهات النظام وضمنت عدم التقدم.

المتابع للتطورات الميدانية على المستوى العسكري في الشمال واستمرار الهيئة في قتالها جبهة تحرير سوريا، يؤكد التسريبات التي نفت كل ادعاءات الهيئة عن سبب هجومها على الزنكي فيما يتعلق بجيش الثوار ومقتل المصري واعتقال المهاجرات، وأكدت بالدليل القاطع أن القضية أبعد من ذلك تهدف للسيطرة على منطقة الراشدين وإبعاد الزنكي عن معبر الغزاوية المحاذي لمناطق عفرين، وبذلك تضمن لنفسها الهيمنة على جميع المعابر داخلياً وخارجياً.

وما يؤكد المعطيات أكثر بعد خسارة تحرير الشام معبر مورك الذي لم يكن ضمن حساباتها هو السعي الحثيث لافتتاح معبر بديل مع مناطق سيطرة النظام، فكانت البداية في منطقة تل الطوكان، ثم تغيرت لجنوب حلب وباتت تحضر المنطقة لافتتاح معبر بين العيس والحاضر، ورغم اعتراض أهالي المنطقة إلا أن الهيئة تصر على افتتاح المعبر.

السعي الحثيث لهيئة تحرير الشام للهيمنة على جميع المعابر في الشمال السوري ليس بجديد بل يعود لأكثر من أربع أعوام مع كثرة التجييش ضد كتائب شهداء سوريا التي كانت تسيطر على مدينة حارم والذي كان طريقاً لتهريب المازوت لتركيا، ومارافقتها من اتهامات وتخوين وحملات انتهت بإنهاء قوة جبهة ثوار سوريا والهيئة على هذه المعابر التي كانت حراماً على غيرهم حلالاً لهم.

تلا ذلك تقويض قوة أحرار الشام والسيطرة على معابر أبو دالي وخربة الجوز وسلقين وعدة نقاط فاصلة بين الحدود السورية والتركية والتي تنشط فيها عمليات التهريب وتقاضي الأتاوات على المغامرين لدخول الأراضي التركية بالتنسيق مع المهربين، ولعل اللقمة الأكبر كانت في معبر باب الهوى الذي بات في قبضة هيئة تحرير الشام بواجهة مدنية، تعود جميع عائدات المعبر لها.

وكان الأولى بحسب ماتحدث أحد وجهاء منطقة الحاضر جنوب حلب بهيئة تحرير الشام أن تفتح معارك ضد النظام وتحرر لهم بلداتهم ومناطقهم بدلاً من فتح معابر للهيمنة وفرض الأتاوات والكسب على حساب تهجيرهم ومعاناتهم، فهل يعتبرون ....!؟

الكاتب: فجر الدين الأموي
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ