درعا التحرير.. أم درعا الاغتيالات!!!
درعا التحرير.. أم درعا الاغتيالات!!!
● مقالات رأي ٩ نوفمبر ٢٠١٥

درعا التحرير.. أم درعا الاغتيالات!!!

تعيش محافظة درعا منذ ما بقارب الـ6 شهور حالة جمود في أغلب الجبهات وعدم إحراز أي تقدم يذكر لمصلحة الثوار على الأرض، وإذا ما أخذنا بالحسبان معركة عاصفة الجنوب التي فشلت فشلا ذريعا في تحرير أي نقطة في معركة تحرير مدينة درعا، بينما تقدمت قوات الأسد على عدة جبهات في حي المنشية بمدينة درعا ومحاولة الثوار المستميتة لإستعادة السيطرة على ما خسروه في الحي دون إحراز تقدم سوا تحرير 5 أبنية، وفي مدينة الشيخ مسكين سيطرة النظام على مؤخرة اللواء 82 بعد اشتباكات بينه وبين الثوار.


 حالة من عدم الاستقرار في المناطق التي يسطر عليها الثوار ومفهوم "الرباط على الجبهات" مفقود عند بعض الكتائب فالمهم التحرير وعد الغنائم والعودة الى المقرات فقط، وعلى ما يبدو أن النظام مرتاح لهذا الأمر فهو يقصف المدنيين جوا وبرا وجبهاته هادئة!!.. وليس هذا فقط بل نقتل بعضنا البعض!!!.


شهدت محافظة درعا منذ بدء الثورة حالات اغتيال كثيرة لقادة الجيش الحر والفصائل الإسلامية ولكنها زادت خلال هذه السنة وازدادت بشكل كبير جدا خلال الـ5 شهور الماضية، محاولات الاغتيال التي فشلت والتي نجحت كثيرة جدا لا مكان لعدها جميعا وإحصائها، بالأمس (9-11-2015) تم إغتيال أحد القادة الميدانيين للواء توحيد الجنوب ابراهيم المسالمة ابو العنتر قائد كتيبة شهداء العمري وفشلت محاولة إغتيال قائد لواء التوحيد خالد ابازيد، أما حادثة اغتيال الشيخ كساب المسالمة وأبو حفص مسالمة قبل سنة فكانت فاتحة بدء الاغتيالات بشكل كبير فما يمر أسبوع الا وتسجل حالة او محاولة اغتيال بحق أحد القادة والأفراد والإعلاميين.


دور دار العدل فيما يحدث من حالة الفلتان الأمني في جميع المدن والبلدات المحررة لا يسمن ولا يغني من جوع، فقد تم اغتيال نائب دار العدل الشيخ بشار الكامل، ولم تستطع حل أي لغز من ألغاز الاغتيالات الواضح وضوح الشمس من يقف ورائها ولم تستطع تقديم أي طرف للمحاكمة أو المسائلة في أي عملية إغتيال، طبعا الدار ليست الملامة في ذلك، فليس معها قوة عسكرية تنفيذية ولا يوجد أحد من الكتائب والفصائل الثورية والإسلامية مستعدة لتنفيذ قرارتها وإحضار المطلوبين للمسائلة، وفي حال نطق الحكم لا يوجد أحد يستطيع تنفيذ القرار إذا ما كان من يقف في وجهه أحد الكتائب خوفا من إسالة الدماء، حالة الفلتان الأمني لن تستطيع دار العدل وحدها الوقوف في وجهه ما دام هناك من يسعى لإفشالها.. وما دام هناك من لا يعمل شيء لإيقاف هذا الأمر.. وهو في إنتظار أن تأتي المفخخة الى باب مقره.


من يقف وراء هذه الإغتيالات؟؟ هو سؤال المليون دولار!!، هل هو النظام؟ أم أذرع المخابرات الخارجية، أم الجيش الحر؟؟ أم الكتائب الإسلامية؟؟، صراحة لا أحد يعرف من وراء هذه الإغتيالات وإن كانت تشعر البعض بالراحة أن تقول ان النظام والأذرع الخارجية وراءها، ولكن الحقيقة مفجعة أكثر من ذلك.. في الحقيقة أن أغلب الإغتيالات كانت بتخطيط من بعض الكتائب والفصائل الثورية والإسلامية، فالشيخ كساب وأبو حفص والإعلامي احمد المسالمة المتهم الرئيسي بقتلهم هي أحد الفصائل الإسلامية المعروفة، وكذلك بعض حالات الإغتيال كشف أنها من فعل بعض الكتائب الثورية، لم يعد الشرع والدين مكان لحل الخلاف بل أصبحت العبوات والمفخخات تحل محلها، ولم يعد للعقل مكان.. بل السلاح!!.


وضع الحلول لحالة الفلتان الأمني ليست محصورة في جهة واحد فقط، لا بد من تكاتف جميع الكتائب والفصائل وتشكيل شرطة عسكرية مهمتها حفظ الأمن تعود قيادتها لدار العدل، تكون أحد مهامها الكشف عن الغرف السوداء التي تقف وراء هذه الإغتيالات، وإحضار المطلوبين إليها للمحاكمة والمسائلة، ولا أحد فوق القانون كان من كان وفضح جميع المتآمرين، ومن يرفض هذا الأمر يكون هو أحد أصحاب هذه الغرف السوداء ويجب محاربته، فمن يقف وراء هذه الإغتيالات هي خلايا نائمة عن الجبهات فاعلة في الاغتيالات يجب استئصالها.


هل تحقيق هذا الأمر ممكن؟؟.. نعم ممكن ولكنه يحتاج الى نبي من الأنبياء أو وحي من السماء.. أو نية صادقة صافية همها الشعب الذي يباد!!

المصدر: شبكة شام الكاتب: أحمد الرشيد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ