سقوط تدمر: كارثة ثورية وفتنة داعشية
أوصي إخواني الكرام من أهل الشام بعدم قراءة هذه المقالة القصيرة، فإني أضنّ بأوقاتهم الثمينة أن يضيّعوها فيما هو معلوم عندهم من الثورة بالضرورة، وإنما كتبتها لغير السوريين الذين لم يعرفوا حقيقة داعش إلى اليوم، الذين ما يزالون يَقومون من فتنة من فِتَن داعش ليسقطوا في أخرى، فهي عندهم دولة الإسلام التي لا ريب في صدقها وإخلاصها إذا ضربها التحالف الصليبي، وهي كذلك إذا قاتلت الأحزاب الكردية، وإذا استخلصت من النظام معسكراً أو حقلاً نفطياً أو بلدة أو مطاراً من المطارت.
ولن يعتصم المسلمون من السقوط في هذه الفِتَن جميعاً إلا إذا أعادوا معايرة النظارات التي ينظرون بها إلى داعش، ليروها على حقيقتها: تنظيماً غادراً مهمته نقض الإسلام وإذلال المسلمين، لا جماعةً تعمل لنصرة المسلمين ورفع راية الإسلام.
* * *
أيها المسلمون الذين لا تعلمون: اسمعوا واعرفوا حقيقة داعش من أهل الشام، فقد تعبنا من جهلكم بها ومن إصراركم على تجاهل جرائمها في حق أهل الشام. كفاكم غفلة؛ آن لكم أن تعلموا أن داعش عدو للمسلمين كالنظام النصيري سواء بسواء، وأن ما أصاب مجاهدي الشام من بلاء بسببها لا تكفي لبيانه المجلداتُ الطوال.
اعلموا أن نصر داعش المزعوم في تدمر ليس سوى خنجر لطعن الثورة وضرب المجاهدين، وأن داعش ما حققت نصراً إلا كان أهل الشام ومجاهدو الشام أكبرَ ضحاياه، وأنها عدو لسوريا وأهلها ومجاهديها، وأنها رمح مسموم ما يزال يطعنها في الظهر مُنذ ولدت داعش ومنذ نبتت نبتتها الخبيثة في أرض الشام.
لا يستخنّفكم نصرٌ مزعوم على النظام في تدمر، بل انظروا إلى غدر داعش بالمجاهدين وحربها السافرة عليهم في القلمون وريف حمص وغوطة دمشق وفي حلب وحوران، وعُدّوا -لو استطعتم أن تعدّوا- ضحايا داعش الذين تنحرهم كل يوم بدعوى الردة، وهم من أهل القبلة ومن كرام المجاهدين.
* * *
يا أيها المسلمون: كفاكم غفلة، كفاكم تيهاً عن الحق وانتصاراً للباطل الخدّاع. لا تصفقوا لداعش ولا تنخدعوا بها كلما حققت إنجازاً على الأرض، فليس التصفيق لها والانخداع بها من صنع العقلاء العلماء الذين يعقلون ويعلمون.
أمَا إنكم لو علمتم ما نعلم لاستأجرتم النوّاحات كلما حققت داعش نصراً مزعوماً على النظام، لأنها لا يُسمح لها بتحقيق نصر على النظام إلا لتستخدمه في طعن المجاهدين وضرب الجهاد في أرض الشام.
أمَا والله لو أن داعش قبضت على بشار وأخرجت أباه من قبره فنفخت فيه الروح ثم وضعتهما في قفص وأوقدت فيهما النار ما آمنت بها ولا ازددت بها إلا كفراً. لعنة الله على داعش وعلى من اتخذ داعش إلهاً معبوداً من دون الله، لعنة الله على من ترك دين الإسلام الصافي والتحق بالديانة الداعشية المسخ، التي خدعوا بها مغفَّلي الأمة حتى يظنوا أنها هي دين الإسلام.
اللهمّ من أيّد الخوارج القتلة الذين يكفّرون مسلمي الشام وينحرون مجاهدي الشام فألحقه بهم في قعر الجحيم وامسخه مثلهم كلباً من كلاب النار.