الإنتصار تحقق .. ولكن بإنتظار الإعلان
تشهد الأجسام السياسية المعارضة حالة من التكاثر والتوالد من خلال المؤتمرات المنتشرة في عدة بقاع من المعمورة ، من جنيف إلى الإستانة فالقاهرة ، وحط الرحال وفق ماهو متفق عليه سيكون في الرياض ، لكن هل هذا هو الإستثمار الأمثل للإنتصارات الميدانية التي كلفت الكثير و دفع ثمنها خيرة أبناء الشعب السوري ، و يواصلون التسديد ، ليأتي بضعة من ممتهني السياسة ليرموا بها و يضيعوها بخلافاتهم و صراعاتهم و الوصف الدقيق "ولدنة سياسية" .
لنكرر الحديث عن ذات القاعدة الذهبية "حرب بلا سياسة قتال بلا طائل ... و سياسة بلا حرب كلام بلا فائدة" ، و تحقيق أي طرف دون تناغم مع الشق الثاني سيكون الأمر بلاطائل و ستتحول القضية إلى موت مجاني و طويل ، و سيكون أرضاً خصبة لكل المشاريع التي يحملها المتحاربون سياسياً في العالم ضد سوريا .
بُليت الثورة السورية بعدة بلاءات ، و أبرزها "الولدنة السياسية" ، يعزوها البعض إلى التغيب الذي قاده نظام الأسد لمدة تفوق الـ40 عاماً ، و لكن هل يكفي أن نقول هذا و نجلس متفرجين على ما يحدث ..!؟ ... ألا تكفي السنوات الأربع لنخرج ببعض ممارسي السياسة و ليس المحترفين ..!؟
اليوم ستكون الثورة السورية أمام مرحلة مفصلية تتطلب ولادة أو قيام جسم سياسي بقيادة العمل على الصعيد الخارجي و تمثيل الثورة أمام الأمم و استحواذ الإنتباه و الثقة من الجميع ، فالأرض ممهدة و بشكل كبير بفضل دماء شهدائنا ، و لا يحتاج الأمر سوى لظهور سياسي قوي يساير العسكري ليتم الوصول إلى الإتفاق السياسي الذي سيوقف الحربو يعلن المنتصر شروطه و التي على ضوئها سيكون الحل السياسي ، فالمنتصر على الأرض موجود و لكن الإعلان لا زال في الإنتظار.