سعي سعودي – مصري لإبعاد الأسد بعدما فقد شرعيته وإيجاد الأمن والاستقرار في سورية فيما بعده
أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن هناك تقارب في الرؤى بين السعودية ومصر، فيما يتعلق في الشأنين اليمني والسوري، وأنه لا يوجد أي خلافات بينهما في هذا الشأن، مشيراً إلى سعي البلدين لإبعاد بشار الأسد بعدما فقد شرعيته، وإيجاد الأمن والاستقرار في سورية للحفاظ على المؤسسات الحكومية والعسكرية فيها حتى تستطيع أن تتعامل مع التحديات في ما بعد الأسد.
و اضاف ، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري ، أن "الاتصالات السعودية – الروسية تتطابق مع الاتصالات المصرية - الروسية وهي إقناع موسكو بأن تتخلى عن الأسد أو تستخدم نفوذها معه لإقناعه بالتخلي عن السلطة في أقرب وقت ممكن".
وأكد أن الاجتماع الذي جمعه مع نظيره المصري في القاهرة تطرق إلى بحث التدخل الخارجي في المنطقة العربية، خصوصاً من الجانب الإيراني بوصفها الدولة الوحيدة التي تتدخل في شؤون دول المنطقة، بما في ذلك لبنان أو سورية أو العراق أو اليمن، مشدداً على رفض المملكة للأعمال السلبية التي تقوم بها طهران ودعمها للإرهاب.
وقال الجبير: "نحن نتطلع اليوم إلى بناء علاقات طبيعية مع إيران، لكن هذا يعتمد على سلوكياتها وعدم تدخلها في شؤون دول المنطقة وعدم دعمها للإرهاب، وعدم اتخاذها إجراءات تضر بمصالح دول المنطقة، وتحسين العلاقات وتشجيع العلاقات مع طهران راجع لإيران نفسها، ولكن لن تقف مكتوفي الأيادي في ظل تدخلاتها في المنطقة".
وبدوره، نفى وزير الخارجية المصري ما يتردد بشأن وجود خلافات بين المملكة ومصر في ما يتعلق بالأزمة اليمنية والسورية، مؤكداً تطابق المواقف بين البلدين في هذا الشأن، وأن العمل يتم من خلال تنسيق وثيق على مختلف المستويات.
وأضاف أن "مصر تستضيف وتدعم قوى المعارضة الوطنية السورية وتتكامل معها المملكة العربية في هذا العمل، فضلاً عن الاتصال بالشركاء الدوليين الذين لهم تأثير على الساحة السورية من أجل إطلاق المشاورات السياسية وفقاً لمحددات (جنيف 1) وإعفاء الشعب السوري من ويلات الحرب والقتل والتدمير، وإعادة جزء من الاستقرار للمنطقة العربية، الذي افتقدته على مدى الخمس سنوات الماضية".
وبشأن وجود حديث عن تنسيق مصري - روسي من أجل طرح مبادرة جديدة تتعلق بسورية، أكد وزير الخارجية المصري أنه لا يوجد مبادرة يتم بلورتها بين مصر وروسيا، لكن هناك تنسيق بين البلدين على اعتبار أن روسيا دولة فاعلة ولها تأثير على المشهد السوري.
وقال شكري: "نعمل في إطار التنسيق مع المواقف الروسية لتأثيرها على الساحة السورية، ونرى فيها إيجابية بمجال دعم المعارضة، ونسعى من خلال الصلة القائمة بين روسيا والحكومة السورية بأن تمارس وتؤدي دورها الريادي في إقناع النظام بضرورة الانخراط في العملية السياسية مع مختلف العناصر المعارضة التي تعمل روسيا والمملكة ومصر على تدعيمها".
وقال إن "الاجتماع تناول أيضاً الأوضاع في سورية، وأهمية إيجاد الدعم المناسب لقوى المعارضة السورية الوطنية حتى تستطيع أن تفعِّل العمل السياسي لخروج سورية من أزمتها الحالية وفقاً لمحددات ومقررات (جنيف 1)، وأهمية تكامل العمل بين المملكة ومصر في دعم المعارضة الوطنية ومقاومة ما يتم من انتشار لظاهرة الإرهاب على الساحة السورية".